- صاحب المنشور: هادية الحلبي
ملخص النقاش:
أحدثت الثورة التكنولوجية تغيرات عميقة في حياة البشر حول العالم، مما غير طريقة تواصلنا وعملنا وتعليمنا وهواياتنا. وفي حين جلبت هذه التقنيات العديد من الفوائد، فإنها أثارت أيضًا تساؤلات حول تأثيرها السلبي المحتمل على جوانب أخرى هامة مثل العلاقات الأسرية. في هذا المقال، سنستعرض بعض الدراسات والأبحاث التي تستكشف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تؤثر -سواء بشكل مباشر أو غير مباشر- على روابط الأسرة.
الأجهزة الذكية كوسيط جديد للعلاقات الأسرية
يُعتبر الهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي وأجهزة الكمبيوتر الشخصي اليوم جزءًا أساسيا من الحياة المنزلية. لكن استخدام هؤلاء الأعضاء الصغار لعائلتهم لهذه الأدوات قد يأتي بنتائج عكسية عندما يتعلق الأمر بتنشئة عادات صحية بين أفراد العائلة. وفقًا لدراسة نشرت عام 2018 بمجلة "فاميلي إنترفيو"، فإن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات هم أكثر عرضة لمعاناة مشاكل اجتماعية مقارنة بأولئك الذين ينمون بعيدا عنها. حيث وجدت الدراسة علاقة قوية بين طول الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة ومعدلات الانطواء والعزلة الاجتماعية لدى الطالب.
كما تشير تقارير مختلفة إلى زيادة معدلات الطلاق بسبب سوء التواصل داخل الأسرة الناجم عن الاعتماد الزائد على الوسائط الرقمية. فقد أصبح البعض يستخدم الرسائل الإلكترونية عوضًا عن الحديث وجهًا لوجه مع أحبائبهم، وهو أمر قد يؤدي غالبًا لفهم خاطئ للدلالات اللغوية والدلالات النفسية للألفاظ المستخدمة. بالإضافة لذلك، توضح نتائج عديدة أنه حتى عند وجود جميع أفراد العائلة تحت سقف واحد، إلا أنها تبقى مجرد أشباح افتراضية متصلة بشبكة الإنترنت وتتجاهل الواقع الفيزيائي الحقيقي المحيط بها تمامًا! وهذا بالطبع يهدد تماسك الروابط الإنسانية الضرورية لبناء مستقبل أفضل لأطفال الغد.
دور وسائل الإعلام الاجتماعية والتطبيقات الترفيهية
تعَد شبكات التواصل الاجتماعي إحدى أهم أدوار التكنولوجيا الحديثة والتي لها وقع كبير خاصة بالنسبة للجيل الجديد. يحظى الشباب الآن بإمكان الوصول السهل لمجموعة متنوعة واسعة ومتنوعة للغاية من المعلومات والمعارف عبر مختلف المنصات مثل تويتر وانستغرام ويوتيوب وغيرهما الكثير... إلا أنه وعلى الرغم من فوائد تلك الخدمات الواضحة، إلا إنها تحمل أيضا مخاطر محتملة تتمثل بنشر ثقافة المقارنة الدائمة بين الذات والممتلكات الشخصية وبين الآخرين وما لديهم. وقد لوث ذلك الاعتقاد الشائع بأن سعادة المرء مرتبط مباشرة بعدد المتابعين والإعجابات المستلمة مما جعل الشعور بالإنجاز ذاته مبنيًا اعتمادياً على موافقات خارجية وليس على تقديره الداخلي لنفسه وقيمه الخاصة به ذاتيًا.
وفي ظل انتشار بدائل ألعاب الفيديو والصوت والفيديوهات الشهيرة المطروحة حالياَ، تتزايد المخاوف بشأن استهلاك كميات كبيرة جدًا من الطاقة الإبداعية لدى الأطفال والكبار كذلك نتيجة الاحتفاظ بهم بصورة دائمة ضمن حالة من حالة الكسل العقلي الجسيم. ويعترف خبراء التربية والنفس بأن انخراط الأفراد بكثافة عالية بهذا النوع من المواقع قد يشكل تهديدا فعليا لصحتها النفسية والجسدية نظرًا لتسببه بالحالة المؤقتة للإدمان ومن ثم وضع ضغط دائم باستمرار محاولات إعادة الاستخدام مرة ثانية وثالثة ولمدة طويلة بدون راحة مناسبة قبل انتهاء فترة العمل النهاري المعتاد يوميا.
خاتمة وإرشادات عملية للحفاظ عللى الوحدة الأسرية وسط المناظر الرقمية
لا شك بأنه ليس هناك حاجة لإلقاء اللوم كله على التكنولوجيا وحدها فيما يخص المشاكل المتعلقة بالعلاقة الزوجية وزواج الأقارب تجاه الأشقاء الأصغر حجما. ولذلك نجد ضرورة ملحة باتباع مجموعة بسيطة ولكن فعالة لتحسين التعامل اليومي مع الأخوة باستخدام الاجهزة الالكترونية؛ منها تحديد فترات زمنية واضحة لكل شخص لاستخدام جهاز حاسوبه الخاص بكل فرد أثناء دخوله للمدرسة مثلاً؛ وكذلك التنبيه بشأن عدم اصطحاب الهواتف الخلوية أثناء تناول الطعام بلالتزام الجميع بالتفاعل البدني خلال ساعات الراحة القصيرة المنتظمة داخل البيوت الصغيرة الم