تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة الذهنية للشباب العربي

في العصر الرقمي الحالي، أصبح الوصول إلى الإنترنت وأدوات الاتصال الحديثة أمراً شائعًا بين الشباب العربي. هذه الأدوات التي تشمل منصات مثل تويتر، إنستغرا

  • صاحب المنشور: عبد الخالق بن داود

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أصبح الوصول إلى الإنترنت وأدوات الاتصال الحديثة أمراً شائعًا بين الشباب العربي. هذه الأدوات التي تشمل منصات مثل تويتر، إنستغرام، سنابشات وفيسبوك وغيرها، قد غيرت طريقة تفاعل الأجيال الشابة مع العالم حولهم. ولكن، هل هذا التحول الرقمي كان له تأثير سلبي على صحتهم النفسية؟

التغيرات في علاقة الشباب بالوقت الفعلي

مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت الطريقة التي يتواصل بها الناس ويتبادلون المعلومات. لم يعد الحوار يُدار في الوقت الفعلي؛ بل يمكن للمستخدمين مشاركة أفكارهم وملاحظاتهم بشكل متزامن أو بشكل مستمر عبر المنشورات والرسائل الخاصة. هذه الظاهرة أدت غالبًا إلى خلق شعور بالضغط المستمر للرد الفوري والمشاركة الدائمة، مما يؤثر على قدرة الأفراد على التركيز والإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر بعض المستخدمين بأنهم مضطرون لمتابعة محتوى الآخرين باستمرار لتجنب الشعور بالإقصاء أو الخروج عن دائرة المناقشة الجارية.

تأثيرات الصحّة النفسية المحتملة

من أهم الآثار الجانبية لهذه العلاقة المتغيرة هي زيادة القلق والاكتئاب لدى الشباب العرب. وفقاً لدراسة أجرتها الجمعية السعودية للإرشاد النفسي والأسرى عام 2020، فإن أكثر من نصف المراهقين الذين يشاركون بنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من أعراض القلق والتوتر. الاستخدام المكثف لهذه الوسائل دون قيود يمكن أن يؤدي إلى مشاعر عدم الكفاءة الذاتية بسبب المقارنة الاجتماعية المستمرة مع الآخرين. كما يمكن أن يساهم أيضا في الشعور بالعزلة والعجز إذا تم استخدامها بطرق خاطئة وبكميات كبيرة.

دور الوالدين والمعلمين

على الرغم من وجود مخاطر، إلا أنه ليس كل شيء سيء فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والصحّة النفسية للشباب العرب. يمكن تحويل تلك المخاطر إلى فرص تعليمية وتعزيز احترام الذات عند اتباع نهج مدروس واستراتيجي لاستخدامهما. هنا يأتي دور الوالدين والمعلمين: هم مطالبون بتوفير الإرشادات والتوجيه بشأن كيفية التعامل الصحي مع وسائل الإعلام الجديدة وتقديم نماذج سلوكية صحية للأطفال.

الحلول المقترحة

لتخفيف الضغوط الناجمة عن وسائل الإعلام الجديدة وتعزيز الصحة النفسية للشباب العربي، يقترح الباحثون عدة حلول: أولاً، تحديد وقت محدد يوميًا للاستخدام المشروط لنوع واحد فقط من منصات الوسائط الاجتماعية وليس جميع الأنواع دفعة واحدة خلال فترة قصيرة. ثانيًا، التشجيع على الانخراط في نشاط بدني منتظم للتخلص من الطاقة السلبية المرتبطة بقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشة. أخيرا، دعم الخطوط الهاتفية المجانية والدعم المباشر للمحتاجين عبر خدمات استشارية نفسية موثوقة تحت إشراف متخصصين مؤهلين ومؤهلين أكاديميا.

هذه النقاط فقط جزء صغير ضمن موضوع واسع ومتعدد الجوانب يستحق الدراسات الأكاديمية المتخصصة والحلول العملية المثلى لحماية جيلاً بأكمله من آثار جانبية سامة لعصر رقمي جديد ينمو بسرعة البرق ولا يتوقف أبدا!


أحمد بناني

3 Blog bài viết

Bình luận