سباق الفئران
يستيقظ من نومه متثاقلًا ، وينهض من فراشه ، فيفرّش أسنانه ، ويصلي الفجر ، ويستحم ويتناول طعام إفطاره ، ثم يرتدي ملابسه ، ويغادر المنزل منطلقا بسيارته إلى مقر عمله ، وفي تمام الثامنة يدلف إلى مكتبه ، ويبتدئ الروتين ما بين انجاز المهام العاجلة ، وعمل التقارير
وتنظيم الحسابات وبيانات الموظفين ،وكشوفات الحسابات ، وتجهيز الرواتب ، وما بين هذا وذاك ، اجتماعات إدارية ،ومناقشات جانبية ، ويستمر هذا كله حتى تمام الساعة الخامسة ، فيتنفس الصعداء ، ويغادر مكتبه عائدًا إلى بيته ، أو متوجها البقالة لشراء بعض الاحتياجات المنزلية .
يدلف إلى البيت وهو مرهق ، فتستقبله أم العيال ويضع جسده على أقرب أريكة ، في سبيل أن يسترخي بعض الشيء .
مع حلول الليل ، وتناول طعام العشاء ، يكون هناك مجال لمداعبة الأطفال والحديث معهم إلى أن يخلدوا إلى النوم ، ثم يأتي دور الزوجة والكلام حول الأحوال المادية للبيت
والصعوبات التي تكتنفها ، والأمور الأسرية التي لا يخل منها أي بيت ، ثم يصرخ الجسد المنهك والمكدود مناديا على صاحبه بالذهاب إلى الفراش ، وهناك أفكار وافكار تجول في الرأس ، بانتظار قدوم الراتب ، لسداد الالتزامات والأقساط والديون .
ويبزغ فجر يوم جديد ، وتستمر هذه الدورة بشتى تفاصيلها ، اللهم بعض التغيير الطفيف ، ولكن المضمون واحد لا يتغير .