• صاحب المنشور: عابدين الزياتي
  
  ملخص النقاش:
  

  تلعب وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في تشكيل الرأي العام وتعزيز المفاهيم السياسية والوطنية بين فئة الشباب الحساسة والمؤثرة. وفي المجتمعات العربية المعاصرة، تبرز أهمية هذه الأدوار أكثر فأكثر بسبب التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم.

من ناحية، توفر وسائل الإعلام الحديثة للشباب العرب فرصًا غير مسبوقة للتواصل مع المعلومات والأفكار المختلفة، مما يعزز قدرتهم على فهم القضايا المحلية والإقليمية والعالمية. يمكن لهذه المنصات - سواء كانت تقليدية أم رقمية - نشر الوعي السياسي وتشجيع المناقشة الفكرية حول قضايا الوطن والدول الأخرى أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، تساهم بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية والبرامج عبر الإنترنت في بناء هوية وطنية مشتركة ومواطنة فعالة لدى جيل اليوم.

ومع ذلك، تواجه عملية تعزيز الوعي السياسي والوطني عدداً من التحديات الكبيرة. أحد أكبر العقبات يكمن في الطبيعة الاستقطابية للعديد من الوسائط الإعلامية الإلكترونية والتي غالبًا ما تؤدي إلى انتشار المعلومات المغلوطة والخلافات العنيفة تحت ستار حرية التعبير. كما قد يتسبب الاعتماد الزائد على الأخبار المصنفة وفق اهتمامات الجمهور الشخصي (الذي يطلق عليه "الأخبار حسب الطلب") في العزلة المعرفية وانخفاض التواصل الاجتماعي المفتوح. وبالتالي، فإن تحقيق التوازن الصحيح بين الوصول للمعلومات والاستقلالية الفكرية يعد أمرًا ملحاحا.

وفي هذا السياق، يأتي الدور الأساسي للإعلام الرسمي والحكومي حيث ينبغي لهما القيام بتقديم محتوى موثوق وقائم علي الحقائق بشأن الشأن العام بشكل دائم وليس مجرد رد فعل للأحداث الجارية. فهذه النوعية من المحتويات تساعد في خلق قاعدة معرفية ثابتة يستند إليها المواطنون عند تشكيل آرائهم الخاصة.

بالإضافة لذلك ، تلعب التعليم الجامعي دوراً هاماً ايضاً؛ فهو ليس مجرد مصدر أكاديمي بل أيضاً محرك لتشكيل الأفكار الشخصية في سن مبكرة نسبيًا عندما تكون النفوس قابلة للاستقبال أكثر مقارنة بالأعمار الأكبر سنّاً . ومن هنا تأتي مسؤوليتنا المشتركة كأفراد مجتمع وأجهزة تربويه ومؤسسات صحفية لنشر الثقافة الوطنية والقوميه بطريقة موضوعيه وعادله.