لوحة "الشرود عن القطيع"، وهي للرسّام البولنديّ توماس كوبيرا.
قد لا تثير اللوحة اهتمامك للوهلة الأولى لبساطة توليفها ..
#الثريد_المفيد https://t.co/hFLjVoR3I0
ولأن شكلها يذكّرنا بعشرات اللوحات التي ألفنا رؤيتها في بعض برامج الرسوميات. غير أن الرسّام يصوّر فيها، بطريقة عميقة ومثيرة للإعجاب، ماهيّة ثقافة القطيع وتأثيرها على صناعة الذات.
القطيع في اللوحة يأخذ شكل طابور من البشر، ملامحهم زرقاء، كئيبة ومتجمّدة وهم أشبه ما يكونون بقوالب الثلج. الهيئات المتجمّدة لأفراد القطيع قد تكون كناية عن أن نموّهم توقّف عند مرحلة معيّنة، كما أنهم متشابهون وبلا ملامح نتيجة كون أفكارهم وعقلياتهم مقولبة ومسبقة الصنع.
لكن هناك شيئا غريبا في هذه الصورة. إنه الشخص المندفع بقوّة إلى خارج القطيع. هذا هو التفصيل الذي يجتذب العين أكثر من سواه في اللوحة.
ومن المثير للانتباه أن الرسّام لوّنه بالأحمر، أو ربّما الأصح أن نقول أن لونه يتحوّل شيئا فشيئا إلى الأحمر؛لون النار ورمز التحدّي والإصرار والتمرّد.
الرجل إلى أقصى اليمين يظهر انه زعيم القطيع أو رمز السلطة الأبويّة.
يبدو هذا الشخص وهو يجاهد مع زميله الآخر إلى يمينه للإمساك بالرجل الخارج وإعادته إلى بيت الطاعة، أي إلى حظيرة القطيع.