- صاحب المنشور: راضية السيوطي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، برزت دور المرأة كعامل رئيسي في تحقيق التنمية الاقتصادية ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضاً العالمي. هذا الدور يتجاوز حدود المساواة بين الجنسين إلى كونه عاملاً أساسياً للنمو والتطور الاقتصادي.
من الناحية التاريخية، كانت مشاركة المرأة في القوى العاملة محدودة بسبب العوائق الاجتماعية والثقافية التي أعاقت دخولها إلى بعض القطاعات الرئيسية مثل الصناعة والخدمات المالية. لكن مع تغير هذه الأفكار وانفتاح المجتمعات، بدأنا نرى تزايداً ملحوظاً في معدلات مشاركة النساء في سوق العمل. بحسب تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة، فإن نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة ارتفعت بنسبة 13% خلال العقد الأخير.
إحدى أهم الفوائد للمشاركة الكاملة للمرأة في الحياة الاقتصادية هي زيادة إنتاجية العمالة. دراسة نشرت في مجلة "World Development" وجدت أن زيادة عدد النساء في مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى نمو اقتصادي يصل إلى 9%. بالإضافة إلى ذلك، توفر النساء عموماً دخل مستدام للأسر مما يحسن الرفاه الاجتماعي ويقلل من الفقر.
التحديات والمعوقات
رغم التحولات الإيجابية، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه المرأة في مسارها نحو المساهمة الكاملة في التنمية الاقتصادية. أحد أكبر العقبات هو عدم المساواة في الأجور حيث تُظهر البيانات الدولية أنه حتى عندما تكون النساء متعلمات ومتخصصات في نفس المجالات الوظيفية، غالبًا ما يحصلن على رواتب أقل بكثير مقارنة بالرجال.
علاوة على ذلك، يعتبر الجمع بين الأسرة والعمل تحدياً كبيراً أمام الكثير من النساء. نظام الرعاية الصحية والأطفال غير المناسب قد يدفع العديد منهن لتفضيل البقاء في المنزل بدلاً من مواصلة حياتهن المهنية. وهذا يعيق الزيادة المحتملة في قوة العمل الأنثوية وقدراتها.
الإمكانيات والممكنات
على الرغم من كل هذه التحديات، هنالك فرص كبيرة للتغيير والإصلاح الذي سيسمح بتحقق قدرات كاملة للمرأة في مجال التنمية الاقتصادية. تشمل هذه الفرص تعزيز سياسات عمل أكثر مرونة لدعم الأمهات العاملات، وتوفير التعليم والتدريب المهني لتحقيق الشمول الاقتصادي الحقيقي وتحسين الفرص المتاحة لهؤلاء النساء. كما يلعب الإعلام دوراً هاماً في تثقيف الناس حول قيمة المساهمات الاقتصادية للمرأة وحاجة المجتمع إليها.
بصراحة، الطريق نحو تكافؤ الفرص الاقتصادية بين الجنسين طويل وشاق ولكنه ضروري ومستحق. إن الاستثمار في تحرير القدرات الاقتصادية للمرأة لن يفيد النساء فقط بل سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمى بأكمله.
