- صاحب المنشور: عزة الحلبي
ملخص النقاش:التوازن بين الخصوصية والشفافية الرقمية
في عصرنا الحالي الذي يُعرف بالعصر الرقمي، أصبح العالم أكثر ترابطاً وأكثر شفافية. التكنولوجيا سمحت لنا بمشاركة معلومات أكبر بكثير مما كان ممكناً في السابق. لكن هذا الشمول الرقمي يأتي مع ثمن كبير وهو خطر انتهاك الخصوصية الشخصية للمستخدمين. إن الحفاظ على توازن حقيقي بين حق الفرد في الخصوصية وبين حاجتنا إلى الشفافية يعتبر تحدياً رئيسياً.
الأمر ليس بسيطا لأن كل طرف لديه حجج مقنعة. يدعو البعض إلى زيادة الشفافية لتحقيق العدالة والأمان المجتمعي، بينما يشعر آخرون بأن هذه الزيادة تتجاوز الحدود وتخل بالحقوق الأساسية للفرد. المشكلة تكمن في أنه حتى الآن، لم يتم وضع تعريف واضح لما يعنيه "الحق في خصوصية البيانات".
على سبيل المثال، الشركات الكبرى التي تجمع بيانات ضخمة حول استخدام الإنترنت - والتي قد تشمل عادات التسوق والتاريخ الطبي والعلاقات الاجتماعية وغيرها الكثير - غالبًا ما تبرر ذلك بحاجة السوق المستمرة لتقديم خدمات أفضل أو منتجات أكثر تخصيصاً. ولكن هذا يتعارض مباشرة مع حقوق الأفراد الذين يرغبون بالحفاظ على حياتهم الخاصة خارج نطاق العيون العامة.
وفي الوقت نفسه، فإن المنظمات الحكومية تستعمل كذلك كميات كبيرة من المعلومات لأغراض الأمن القومي ومكافحة الجريمة. هنا أيضاً، هناك جدل مستمر حول مدى قانونيتها وانتهاكاتها المحتملة لحقوق الإنسان.
لحل هذه المسألة المعقدة والمربكة، تحتاج الدول والشركات إلى العمل معاً لإنشاء قوانين وقواعد أخلاقية تحترم كلا الجانبين: الحق في الخصوصية والضرورة العملية للشفافية. ويجب أن تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا مهمًا هنا؛ فهي قادرة على تقديم حلول مبتكرة للحفاظ على الخصوصية أثناء الاستفادة القصوى من فوائد جمع وتحليل البيانات.
تعتبر قضية التوازن بين الخصوصية والشفافية أحد المواضيع الأكثر أهمية اليوم حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على كيفية سير حياة الناس اليومية وكيف يمكن فهم تأثير التقنية عليهم وعلى مجتمعاتهم بأسرها.
