- صاحب المنشور: ماهر البوعزاوي
ملخص النقاش:
في ظل التحديات الكبيرة التي يشكلها تغير المناخ العالمي، أصبح التعاون الدولي عاملاً حاسماً في الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات الغازية الدفيئة. أحد أهم الاتفاقيات الدولية في هذا المجال هو اتفاق باريس المُبرم سنة 2015 والذي وضع أساساً لتنظيم عالمي أكثر فاعلية لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. هذه الدراسة سوف تستكشف دور التعاون الدولي كما ظهرت معالمه واضحة خلال مفاوضات وتنفيذ اتفاق باريس وبحث تأثيره على استراتيجيات خفض الانبعاثات العالمية.
خلفية تاريخية لاتفاق باريس
تم توقيع اتفاق باريس في ديسمبر 2015 ضمن مؤتمر الأطراف COP21 المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس. يعتبر هذا الاتفاق جزءًا مهمًا من عملية الأمم المتحدة للمناخ والتي بدأت منذ المؤتمر الأول للأمم المتحدة المتعلق بتغير المناخ (UNCED) الذي عقدته الأمم المتحدة في ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992 تحت اسم "الأرض للأرض". هدفت كل هذه الاجتماعات المتتابعة إلى تعزيز الإجراءات الوطنية والدولية لمواجهة خطر تغير المناخ.
الأسس الرئيسية لاتفاق باريس
يشمل اتفاق باريس عدة عناصر رئيسية تدعم هدف القضاء التدريجي للتلوث الناجم عن الانبعاثات المرتبطة بالنشاط البشري:
- التزامات طوعية: يتطلب الاتفاق من الدول تقديم خطط وطنية تحدد كيفية تحقيق أهداف تخفيف آثار تغير المناخ. تختلف هذه الخطط بناءً على قدرات كل دولة ومستوى مساهمتها الحالية في مشكلة تغير المناخ.
- هدف محدود بدرجة كبيرة: حدد الاتفاق هدفاً عالمياً يتمثل بخفض متوسط الزيادة العالمية في درجة الحرارة بمعدل أكبر بكثير من نصف الدرجة الواحدة مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. ويُشدد أيضاً على ضرورة تجنب أي زيادات غير محددة أو مستدامة فوق مستوى درجتين مئويتين كحد أعلى للتغيرات المستقبلية محتملة.
- رصد والتقييم الدوري: ينص الاتفاق على مراجعة واستعراض منتظمين لكل المساهمات غير الملزمة التي قدمتها البلدان الأعضاء لتحقيق الهدف المشترك للقمة البيئية وذلك بهدف ضمان تحقيق تقدم فعّال نحو تقليل التأثيرات الضارة لتغير المناخ.
- الدعم والتمويل: يعترف الاتفاق بحقيقة أنه ليس جميع دول العالم لديها الوصول ذاته للموارد اللازمة لتحقيق هذه التحولات الجذرية وقد فقدان بعض الثروة بسبب سياساتها الجديدة بهذا الشأن مما يحتم توافر دعم خارجي لها سواء كان ذا طبيعة تكنولوجية أو اقتصادية وغير ذلك من أشكال العون الأخرى للجهات الأكثر احتياجا إليه.
نجاحات وتعثرون شائعة حول تنفيذ الاتفاق حتى الآن
على الرغم من وجود نقاط قوة عديدة لصالح اتفاق باريس إلا أنها واجهت أيضا العديد من العقبات أثناء التنفيذ الفعلي له حيث شهد العام الأول بعد دخوله حيّز التطبيق إلغاء الولايات المتحدة لأعضائيتها فيه