الحمد لله، ليس هناك أي تناقض بين نفي الإكراه في الدين والإعلان عن قتال المشركين. الدافع الأساسي لهذه الحملات العسكرية ليس لإكراه أي شخص على اعتناق الإسلام. يمكن رؤية ذلك بوضوح عبر القرون، حيث استمر اليهود والمسيحيون والعقائد الأخرى في العيش بحرية ضمن الدول الإسلامية، واحتفظوا بكامل الحقوق الدينية.
هذه الأعمال الحربية تنقسم إلى نوعين رئيسيين: أولاً، قتال الذين يسعون لتدمير المجتمع المسلم واستبداله بنظام معادي للإسلام؛ وثانياً، مواجهة الأفكار والتكتيكات التي تحاول تعطيل نشر الرؤية الإسلامية ودعوتها. وهذا النوع الأخير يشمل أيضًا مقاومة الأشخاص الذين يرغبون في فهم وتعليم المزيد عن الإسلام ولكن يتم منعهم من القيام بذلك.
وفقًا للعقيدة الإسلامية والفقه التقليدي، الآيات القرآنية تشدد على الدفاع عن الذات ضد العدوان وليس فرض الدين بالقوة. يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: "القتال هو لمن يقاتلوننا عندما نحاول نشر رسالة الله". يؤكد هذا البيان على الطبيعة الدفاعية للجهاد الإسلامي.
كما ورد في حدیث بریدة بما يعني أنه عند مقابلته للمشركین، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دعاهم ثلاث مرات: للاعتراف بإيمان واحد، ثم قبول الإسلام نفسه، وأخيراً التحويل من أرضهم. وفي حالة عدم الاستجابة هذه الدعوات الثلاث، فقط هنا قد يكون هناك مطالبة بدفع الجزية أو المواجهة باستخدام القوة.
ختاماً، يجب التأكيد بأن غرض الجهاد وفق الشريعة الإسلامية هو تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الحرية الدينية للشعب المسلم وتقديم الفرصة للأجيال الجديدة لاستقبال الضوء الإلهي الذي هو الإسلام.