• صاحب المنشور: إسلام العياشي
  
  ملخص النقاش:
  استحداث تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) قد غير العديد من جوانب الحياة الحديثة، ومن بينها القطاع التعليمي. هذا التحول الرقمي يوفر فرصاً ومخاطر متوازنة تحتاج إلى فهم عميق ومتوازن. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في الطرق التقليدية للتدريس والتعلم عبر توفير تعليم شخصي أكثر فعالية وكفاءة أكبر. الأنظمة القائمة على AI قادرة على تحليل البيانات الخاصة بكل طالب وتقديم دروس مُعّدّة خصيصًا بناءً على نقاط القوة والضعف لديه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لتسهيل الوصول إلى المواد الدراسية والموارد التعليمية حتى لأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية أو فقيرة.

ومع ذلك، فإن هناك مخاوف كبيرة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم أيضًا. قد يؤدي الاعتماد الزائد عليه إلى تآكل المهارات الاجتماعية والحوار البشري الهامين جدًا لعملية التعلم الفعال. كما يوجد خطر فقدان الوظائف بالنسبة للمدرسين البشر إذا تم استبدالهم بأنظمة التدريس الآلية تمامًا. علاوة على ذلك، يناقض بعض المحافظين الروتين اليومي والتفاعل الشخصي الذي تقدمه البيئة الصفية التقليدية كوسائل رئيسية لحفظ المعرفة وتعزيز الثقافة العامة.

لتجنب هذين الجانبين السلبيين المحتملين والاستفادة القصوى مما توفره تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الجديد، يجب اتخاذ خطوات مدروسة بعناية. الأولوية الأولى هي ضمان عدم تجاهل العناصر الحيوية للحياة الأكاديمية مثل مهارات التواصل الجماعي والإبداع الحر والتفكير النقدي تحت أي ظرف كان خلال عمليات إعادة تصميم المناهج الجديدة باستخدام تقنية AI المتاحة حالياً. كذلك، يتطلب الأمر تشريع قوانين واضحة وضوابط صارمة تعمل على حماية حقوق المعلّم البشري أثناء تطبيق تلك الأدوات الحديثة داخل المؤسسات التربوية المختلفة حول العالم العربي والعالم الغربي أيضاً. وأخيراً وليس آخراً، يجب إجراء بحوث بحثية مستفيضة بشأن مدى قدرة كل نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي على تحقيق أفضل نتائج ممكنة لكل فئة عمرية ولجميع المستويات العلمية بلا استثناءات ممن بها حاجات خاصة كالاحتياجات الخاصة مثلاً. وبذلك يستطيع مجتمع القرن الواحد والعشرين إدراك جدوى واستخدام الطبقات الأعلى والأكثر تطوراً من ذكائينا الاصطناعية بطريقة تساهم حقّاً بتطور المجتمعات نحو الأمام بمفهوم شامل وعادل ومستدام للإنسانية جمعاء.​