• صاحب المنشور: الريفي بوهلال
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الاعتماد على التقنيات الرقمية في مختلف جوانب الحياة اليومية, أصبح لزاماً استكشاف الأثر الذي تخلفه هذه الثورة التكنولوجية على الصحة النفسية للفرد. بينما تقدم لنا وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت العديد من الفوائد مثل سهولة الوصول للمعلومات وتوسيع نطاق التواصل الاجتماعي, إلا أنها قد تحمل أيضاً مخاطر صحية نفسية معينة تحتاج إلى الاهتمام والدراسة.

القلق الرقمي: ظاهرة جديدة تمامًا؟

على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تشير إلى زيادة معدلات القلق والأرق بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية, فإن فكرة "القلق الرقمي" ليست بالجديدة كما يتصور البعض. منذ ظهور الهاتف المحمول وبرامج الرسائل النصية قصيرة (SMS), كانت هناك تقارير عن الأفراد الذين يعانون من الشعور بعدم الراحة عند عدم القدرة على التحقق من رسائلهم أو مكالماتهم الجديدة. هذا النوع من القلق يمكن اعتباره شكلًا مبكرًا من أشكال "الإدمان العقلي"، حيث يصبح الشخص مرتبطا بعنف بخدماته ومحادثاته عبر الإنترنت.

العزلة الاجتماعية والتأثيرات الجسدية والنفسية المرتبطة بها

من أكثر المخاطر الواضحة للتكنولوجيا تأثيرًا سلبيًا هو دورها المتنامي في عزلة الناس اجتماعياً. رغم أنه يمكن لأشكال الاتصال الرقمي تعزيز العلاقات وتسهيل ربط المجتمعات البعيدة جغرافيا, فقد أدت أيضًا إلى الانحسار التدريجي للعلاقات الشخصية الحقيقية والمباشرة. وقد ثبت علميا أن العزلة الاجتماعية لها تأثيرات ضارة جسديًا ونفسيًا مماثلة لتلك الخاصة بالتدخين والسمنة وقلة الرياضة.

مدمني الوسائط: هل نحن جميعا معرضون للإصابة بهذا المرض الجديد؟

في حين يتم الحديث غالبًا عن إدمان ألعاب الفيديو كواحدة من أشهر حالات الإدمان الحديثة, يندرج تحت مظلة إدمان الوسائط مجموعة واسعة من التصرفات والإدمان المحتمل عليها - وليس فقط بالنسبة للألعاب. يشكل استخدام الإنترنت بصورة غير منتظمة وسلوكيات أخرى متعلقة بوسائل الإعلام مشكلة تتطلب توجيه عناية متأنية نحو فهمنا وفهم مجتمعنا لهذه الظاهرة الناشئة والمستمرة تطورا حتى الآن.

الخصوصية وأمن البيانات: عامل حاسم يؤثر على الصحة النفسية

كما تساهم مسألة خصوصية المعلومات الشخصية وأمن بيانات المستخدمين في خلق حالة عامة من القلق بشأن السلامة والحفاظ على الهوية الذاتية لدى مستخدمي الشبكة العنكبوتية العالمية. عندما تصبح بيانات الأشخاص قابلة للاختراق واستغلالها بأيدي الغرباء, يفقد الكثير منهم شعوره بالأمان والثقة بالنفس، وهو ما ينتج عنه اضطرابات مزاجية واضطرابات نفسانية مختلفة كالاكتئاب والخوف الزائد وغير ذلك مما له آثار جادة على الصحة العامة للفرد داخل بيئته المنزلية والجتماعية والعاطفية أيضا خارج دائرة العمل الأساسية لهذا الفرد نفسه.

وبالتالي فإن التأثير السلبي للتكنولوجيا على الصحة النفسية ليس أمرًا خاض