- صاحب المنشور: عمران الصيادي
ملخص النقاش:
في ظلّ الظروف الاستثنائية التي فرضتها الجائحة العالمية لمرض كوفيد-19, أصبح نظام التعليم عبر الإنترنت أو "التعلُّمُ الرَّقْمي" حقيقة واضحة لا يمكن تجنبها. هذا التحول المفاجئ نحو الدراسة الالكترونية قد طرح العديد من التساؤلات حول مدى فعاليته مقارنة بالتعلم التقليدي داخل الصفوف الدراسية. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بهذا النوع الجديد من التعلم، مع التركيز على الآثار التربوية والنفسية المحتملة عليه وعلى الطلاب والمعلمين على حد سواء.
الإيجابيات: انفتاح عالمي وتوفير الوقت والموارد المالية
- الوصول العالمي: أحد أهم الفوائد الرئيسية للتعليم الإلكتروني هو القدرة على الوصول إليه بغض النظر عن الموقع الجغرافي للمتعلمين. وهذا يعني أنه يمكن للأفراد الذين يعيشون في مناطق نائية أو ذات موارد محدودة الحصول على تعليم عالي الجودة لم يكن متاحًا لهم سابقًا.
- التخصيص والتكيف: تقدم المنصات التعليمية الرقمية فرصة أكبر للتفاعل الشخصي حيث يتم تصميم الدروس لتناسب احتياجات كل طالب بشكل فردي بناءً على مستوى فهمهم وقدراتهم الخاصة.
- توفير المال وجهد التنقل: تقلل الحاجة للسفر اليومي بين المنزل والمدرسة مما يساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية واستخدام الوقود الأحفوري بالإضافة إلى تخفيف العبء المعنوي والجسدي الناجم عن ساعات طويلة من القيادة أو الانتظار لحافلة مدرسية.
- المرونة الزمنية المكانية: توفر البرامج التعليمية عبر الإنترنت مرونة كبيرة فيما يتعلق بأوقات ومواقع تعلم المواد الدراسية. يستطيع المتعلم اختيار أفضل وقت له للدراسة والاستراحة دون قيود زمنية ثابتة كما هو شائع في النظام الأكاديمي التقليدي.
السلبيات: تحديات فنية واجتماعية ونفسية
- القضايا التقنية: رغم كون تكنولوجيا المعلومات جزءاً أساسياً من حياتنا حاليًا إلا أنها ليست خالية تمامًا من المشاكل. فقد يشكو بعض الطلاب من مشكلات تتعلق بسرعة الإنترنت وانقطاع الاتصال أثناء المحاضرات عبر الإنترنت وغير ذلك الكثير والتي قد تؤثر بشدة على جودة العملية التعليمية.
- العزلة الاجتماعية: غياب التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه يؤثر بشكل سلبي كبير على الروابط الاجتماعية والعلاقات الشخصية بين زملائك وطاقم التدريس الخاص بك وهو أمر مهم جدًا خاصة بالنسبة لكبار السن ممن ليس لديهم تلك المهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيات الحديثة.
- انخفاض التركيز والإنتاجية: وفقا لدراسات عديدة فإن العمل المنزلي ليس دافعاً بنسبة ١٠٠٪% مثل الفصل الدراسي التقليدي وذلك لأن بيئة المنازل مليئة بمشتتات مختلفة قد تصرف انتباه الطالب بعيدا عن دراسته.
- الحواجز الاقتصادية والثقافية: لا يزال عدد كبير من المجتمعات المحرومة اقتصاديا وثقافيّا غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكلفة الأجهزة وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت ومن ثم فال