نحن في فترة استثنائية من عمر البشرية، ستدرج في كتب التاريخ، وتدرس في أروقة الجامعات، ويستشهد بها في

نحن في فترة استثنائية من عمر البشرية، ستدرج في كتب التاريخ، وتدرس في أروقة الجامعات، ويستشهد بها في زوايا المجالس. نحن أمام فرصة ذهبية لإعادة الأسئلة

نحن في فترة استثنائية من عمر البشرية، ستدرج في كتب التاريخ، وتدرس في أروقة الجامعات، ويستشهد بها في زوايا المجالس. نحن أمام فرصة ذهبية لإعادة الأسئلة الكبرى إلى الواجهة: ما هي الحياة؟ ما هو الوقت؟ ما هي العزلة؟ واستحضار المعاني العميقة، واستدارك العِبر الخفية من وجودنا الإنساني??

في هذه الفترة الحرجة التي تخففنا منها تدريجياً من نِعم أخذناها على محمل الأبدية. حرية التنقل، الوصل الاجتماعي، التعليم النظامي، الترفيه، مزاولة الأعمال، والأهم من هذا وذاك الطمأنينة .. السكينة .. والسلام النفسي ??

سنتساءل جميعاً وسط هذه الأزمة بشهيتها المفتوحة للتوسع والتضخم والاكتساح:

من نحن دون مخططاتنا التي اعتدنا رسمها مطلع كل عام؟ دون مكاتبنا التي ارتدناها لسنوات؟ دون نشاطاتنا الاجتماعية الصاخبة؟ وجداولنا اليومية المكتظة؟ دون سفراتنا التي تشبع شغفنا لاكتشاف العالم؟?

هل حان الوقت لنعود إلى الداخل؟ أن نخفض صوت المذياع؟ ونتوقف عن إدمان الخطط؟ أن نبدأ باستشعار اللحظة؟ تلك التي كرهنا بطئها، وساءنا تلكؤها، فهربنا منها لعشرات المشتتات ومئات الملهيات التي تصدح في تفاصيل أيامنا !

أكثر ما آلمني في المرحلة الماضية بكل غرابتها وجنونها، هو أنني أودعت القسم الأكبر من حياتي في رف المسلمات، موقنة أن الشمس ستشرق غداً على حياة ألفتها، وخطط رسمتها ووجوه أحببتها، وإذا بي أصطدم مع البشرية جمعاء في هشاشة وجودنا الإنساني، في ضعفنا أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة !


نهاد التازي

6 Blog Postagens

Comentários