• صاحب المنشور: الشريف التلمساني
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، أصبح للتكنولوجيا تأثير عميق وتأثير متزايد على جوانب مختلفة من حياتنا اليومية. وهذه الحقيقة أكثر وضوحًا بالنسبة للأجيال الشابة التي نشأت مع هذه التقنية وأصبحت جزءاً أساسياً من تفاعلهم الاجتماعي والتعليمي والثقافي. بينما توفر التكنولوجيا العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المعلومات والمعرفة بسرعة أكبر، تعزيز التواصل عبر المسافات البعيدة، وتحسين كفاءة العمل، إلا أنها تحمل أيضاً بعض المخاطر التي قد تؤثر سلباً على نمو الأطفال والشباب.

تعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم التهديدات الناجمة عن الاستخدام غير المنضبط لتكنولوجيا الاتصال الحديثة. حيث يمكن لهذا النوع من الاعتماد الزائد أن يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة بين الشباب الذين غالبًا ما يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المستمر لمحتويات العنف والإباحية والمحتوى الضار الآخر عبر الإنترنت يشكل مصدر قلق كبير للآباء والمعلمين. كما أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة بين استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء النوم وانخفاض نوعية النوم لدى الأطفال مما يتسبب بتراجع التركيز العقلي والنظام الغذائي الصحي.

من جهة أخرى، تساهم التكنولوجيا في توسيع نطاق التعليم والتدريب المهني للشباب بطرق مبتكرة ومحفزة. فالتطبيقات التعليمية المتاحة مجاناً أو المدفوعة تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل بالمعلومات المفيدة لكل مكان وزمان. كذلك، يستطيع الطلاب الآن الحصول على فرص تعلم شخصية ذات مستوى عالٍ من المرونة والاستدامة. لكن رغم كل الامتيازات، فإن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر بنماذج التربية الرقمية الهادفة لضمان استغلال تكنولوجيا المعلوميات لأقصى حد ممكن بدون مغبة مخاطرها العديدة.

ختاماً، ينبغي تشجيع المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات وقائية فعالة لحماية جيل المستقبل ممن هم تحت سن الثامنة عشر تحديداً. ويمكن تحقيق ذلك بإشراك المؤسسات المحلية والدولية المعنية بالحفاظ على حقوق الطفل في وضع سياسات عامة موحدة حول العالم تحكم آليات التعامل الآمن والسليم لاستخدام التكنولوجيا المبكرة. وبالتالي توفير بيئة رقمية آمنة تثري الحياة الاجتماعية والعاطفية والجسدية للأطفال ضمن حدود ضوابط أخلاقية راسخة تقاوم أي محاولات للإساءة لهذه الحقوق الإنسانية الطبيعية الأساسية.