أنا مهموم بهذا الوجود محموم به. لاسطيع أن أتجاهل مآسيه ونكباته، وليس بيدي طريقة للتضامن معه ومواساته، والإصغاء إلى صلاته وغنائه لم يعد شافيا.
وبعد بحث وتأمل وجدت أن سبب ذلك أني كائن رومانسي. وما تقدم ذكره ليس سببا لهذه الرومانسية، بل سببها أني خلقت بدويا. والبدوي رومانسي بخلقته.
وهذه الرومانسية توارثها البدو من أجدادهم عبر الجينات. وأسمي ذلك رومانسية لأي لا أجد مصطلحا أقرب إلى ذلك وإلا فما وضعه الله في جينات الانسان الأول أعظم من أن يكون رومانسية!
وهذه الروماسية كان شرطها الحرية، وكلما تناقصت (= هذه الحرية) تقيدت هذه الحرية.
وفي ذلك ثلاثة مباحث تأصيلا
وأجد أن البدو والغجر مثلا، في هذا العصر هم أواخر من يحملون لواء الرومانسية، إذ أنه وإلى عقود قريبة كان البدوي والغجري حران طليقان لا يقيدهما نظام اجتماعي او اقتصادي الا ما اضطرا اليه اضطرارا بسبب متغيرات الزمان.
انظر إلى الأشعار والملاحم لديهما وستجد تلبسهما بالرومانسية
وحرية البدوي لا تقيدها مصطلحاتفمطلح "حرية" ليس قائما بذاته بل يخضع للمدنية القائمة على قيود شعبية/سياسية/فكرية، بينما كان البدوي في خيمته يأكل ويشرب بطريفته، ويمارس الجنس بطريقته.
وأعجب ممن يربط الحرية بالاقتصاد!
ياعزيزي، لقد فقد الانسان احدى خصيتيه مع أول صفقة تجارية تمت فالوجود
وعليه فالحرية التي أتحدث عنها لا يضادها السجن، بل تضادها القوة.
القوة هي شاغل الإنسان منذ الأزل. وبسببها قام اول تكتل بحثا عن القوة لردع الاخر او للبحث عن الطمأنينة، وهذه القوة رغم ماتمنحه من سلطة ومال وجنس الا انها تسلب الحرية، فلكل شيء ثمن؛ فقيام مجتمع ما يستلزم قوانين تقيده