دور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام: تحديات وتأثيرات

تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، حيث تقدم مجموعة هائلة من المعلومات والمعرفة تصل إلى ملايين الأشخاص حول

  • صاحب المنشور: عبد القدوس التازي

    ملخص النقاش:
    تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، حيث تقدم مجموعة هائلة من المعلومات والمعرفة تصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم. هذا التحول الكبير في طبيعة تناقل الأخبار والمعلومات له تأثيرات متعددة على كيفية تشكيل الرأي العام. الهدف الرئيسي لهذا الموضوع هو استكشاف العلاقة بين هذه الوسائل الجديدة وتأثيرها المتزايد على تقديم وجهات النظر السياسية والثقافية، وكيف يمكن لهذه التأثيرات أن تؤثر بدورها على تشكل الأفكار العامة لدى الجمهور.

التحديات والتأثيرات الرئيسية:

  1. انتشار الأخبار الزائفة: أحد أكبر القضايا التي تواجهها المجتمعات المعاصرة هي انتشار الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت. مع سهولة نشر المحتوى وانتقاله بسرعة كبيرة، أصبح من الصعب التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة مما يقود إلى سوء فهم قد يؤدي لتكوين رأي عام غير صحيح بناءً على معلومات مضللة.
  1. تأثير الدعاية: توفر منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة للأفراد والشركات والحكومات لتنفيذ حملات دعائية واستراتيجيات تسويقية مستهدفة. يمكن استخدام هذه الأدوات لإبراز وجهة نظر معينة أو قضية معينة بطريقة مغلوطة وقد تتسبب بتضليل المشاهدين نحو قبول فكرة واحدة فقط كالحقيقة الوحيدة بينما يتم تجاهل الآراء الأخرى.
  1. تفاقم الانقسامات الاجتماعية: تلعب الخوارزميات دورًا كبيرًا في تحديد نوع المحتوى الذي يظهر للمستخدمين بناء على اهتماماتهم السابقة وأنماط البحث الخاصة بهم. وهذا يساهم بتفاقم الانقسامات داخل المجتمع لأن كل شخص يتعرض لنوع مختلف ومتجانس نسبيا من المعلومات والأخبار ويتفاعل مع أشخاص يفكرون مثله مما يعزز حالة "فقاعة" معرفته الشخصية ويمنع التعرض لمختلف وجهات النظر الأخرى.
  1. تعزيز الاستقطاب السياسي: تتمثل إحدى أهم الوظائف الأساسية للإعلام التقليدي في تقديم تغطية موضوعية وموازنة لكل الجوانب المختلفة للقضية المطروحة حتى وإن كانت خلافية وغير محبوبة لدى بعض الأطراف. ولكن مع ظهور الإعلام البديل وتحوله إلى أكثر سياسة وانحيازاً، فقد زادت احتمالية تحويل المناقشات الجدّية إلى مواجهات عاطفية خطيرة بسبب الطابع الشخصاني والعاطفي للتواصل الاجتماعي.
  1. استغلال البيانات الكبيرة: الشركات العملاقة مثل جوجل وفيسبوك تمتلك كميات ضخمة من بيانات المستخدمين والتي تعد ثروة ثمينة للاستخدام التجاري أو السياساتي. هذه القدرة الهائلة على جمع وتحليل البيانات تضمن قدرتهم على تصميم رسائلهم بشكل دقيق للغاية لتكون أكثر جاذبية وأثرًا في التصويت واتخاذ القرارات المستقبلية سواء كان ذلك الانتخابات المحلية أم العالمية.
  1. الخصوصية والأمان: أخيرا وليس آخرا فإن مسألة حماية خصوصيتنا أصبحت أكبر مخاوف المواطنين الذين يستخدمون الإنترنت يوميا دون علم منهم بأن معلوماتهم الشخصية تُجمع وتُستغل لأهداف مختلفة غالبا خارج نطاق رضاهم وما يناسب مصالحهم الفردية والجماعية أيضا.

إن تقييم مدى تأثير الاعلام الجديد علي شكل الرأي العام العالمي أمر ليس بسيطًا ولكنه ضروري لفهم بيئة الاتصال الحديثة بشكل أفضل وطرق التعامل مع طفرة المعرفة المتجددة باستمرار والتي يصاحبها الكثير من التحديات والصعوبات أيضًا.


أكرام النجاري

9 Blog posting

Komentar