- صاحب المنشور: جبير العياشي
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، أصبح العمل عن بعد خياراً شائعاً بالنسبة للكثيرين. بينما يوفر هذا النظام مرونة غير مسبوقة وأوقات عمل أكثر ليونة، إلا أنه قد يؤدي أيضا إلى تحديات كبيرة تتعلق بالصحة النفسية. يمكن أن يشكل الاندماج المستمر مع التقنية تحدياً كبيراً، حيث يعمل العديد من الأفراد لساعات طويلة بدون فواصل واضحة أو نهاية محددة لأيام عملهم. هذه الحالة غالبًا ما تؤدي إلى زيادة الضغط والإرهاق النفسي.
تبرز هنا أهمية تحقيق توازن صحي بين الحياة العملية والحياة الشخصية. يتضمن ذلك تحديد توقيت ثابت لبدء وانتهاء اليوم العملي، بالإضافة إلى تخصيص وقت منتظم للعناية بالنفس - سواء كان ذلك من خلال الرياضة، القراءة، الاسترخاء، التواصل الاجتماعي، أو أي نشاط آخر يعزز السلام الذهني والعاطفي. كما يُعدّ أخذ فترات راحة أثناء العمل وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم خطوات مهمة أيضاً لتحقيق التوازن الصحي.
من جهة أخرى، فإن وجود حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الصحة النفسية الجيدة. يجب وضع قواعد واضحة فيما يتعلق باستخدام الوقت خارج ساعات العمل وعدم قبول المكالمات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية باستثناء حالات الطوارئ القصوى. عند اتباع مثل هذه التدابير، ليس فقط ستتحسن العلاقات الاجتماعية بل وستكون الفوائد الصحية والنفسية رائعة أيضًا.
علاوة على ذلك، تلعب الثقافة المنظمة لدعم الصحة النفسية داخل مكان العمل دوراً حاسماً. تشمل الأمور الأساسية التي ينبغي توفرها الدعم المهني للاستشارات المتعلقة بالأمور الشخصية، بيئات عمل تعزز التواصل المفتوح والصريح حول المشاكل المرتبطة بالصحة العقلية، فضلاً عن دعم سياسيا لبرامج اللياقة البدنية والتأمل وغيرها من الأنشطة التي تساهم في تحسين الصحة العامة.
وفي النهاية، إن إدراك المخاطر المحتملة للأعمال عبر الإنترنت واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التوازن الصحي أمر حيوي للحفاظ على رفاهيتنا النفسية والجسدية. لن نتمكن أبدا من استعادة الوقت الذي ضيعناه بسبب الإفراط في العمل لكن بإمكاننا بالتأكيد جعل مستقبلنا أفضل من خلال اختيار نمط حياة متوازن ومستدام.