- صاحب المنشور: حنفي بن صالح
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب. بينما تقدم هذه المنصات العديد من الفوائد مثل التواصل مع الأصدقاء والعائلة والتواصل الثقافي، إلا أنها قد تكون لها أيضًا آثار سلبية ملحوظة على الصحة العقلية لدى المستخدمين الشباب. هذا المقال يستكشف كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي التأثير بشكل سلبي على صحتهم النفسية وكيف تتجلى تلك الآثار المحتملة.
الاتصال المستمر والضغط الاجتماعي: أحد أكبر التحديات التي يواجهها شباب اليوم هو الضغط الدائم للظهور بمظهر مثالي عبر الإنترنت. وفقا لدراسة نشرت في مجلة "Journal of Computers in Human Behavior"، فإن مقارنة الذات بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي - المعروفة باسم "الريادية الاجتماعية" - ترتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض احترام الذات والمشاعر السلبية. هذا الضغط للتوافق مع معايير جمال غير واقعية أو نمط الحياة المثالي الذي يتم تقديمه غالبا عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والشعور بعدم كفاية الذات.
التعرض للمحتوى السلبي
يمكن لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي التعرض للمحتويات المحزنة والأخبار الجارية والموضوعات المؤلمة باستمرار. هذا النوع من المحتوى يمكن أن يساهم في زيادة مستويات القلق والكآبة بين جيل الشباب كما تشير الدراسات المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، التعرض المستمر للإعلانات التجارية والدعاية الموجهة خصيصًا بناءً على الاهتمامات الشخصية يمكن أيضا أن يعزز مشاعر الخوف وعدم اليقين والشكوك (FOMO).
الاستخدام الزائد وتأثيراته طويلة المدى: الاستخدام المطول لوسائل الإعلام الاجتماعية مرتبط بتطور اضطراب الوسواس الهاتف العالمي الجديد؛ وهو حالة نفسية جديدة حيث يشعر الأفراد بالحاجة الملحة للاستجابة فورا لكل رسالة واردة أو تحديث جديد على حسابهم الشخصي.
الحلول والاستراتيجيات المقترحة
للحد من التأثيرات السلبية لوظائف الشبكات الاجتماعية، يوصي خبراء الصحة النفسية باتباع عدة استراتيجيات حماية شخصية منها: الحد الذاتي لاستخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة زمن محددة يوميا، واستبداله بأنشطة أخرى تحسن الحالة العامة للنفس كالرياضة والقراءة وفن الطبخ وغيرها الكثير مما يحقق الراحة الروحية والسعادة الداخلية دون الاعتماد الكلي على الواقع افتراضي بعيدا عن الحقيقة المرئية الملموسة الواقع العالم الخارجي. كذلك دعم الصِلات الإنسانية العاطفية داخل الأسرة الواحدة والجماعات المجتمعية المختلفة لدي القدرة الأكبر لتكوين روابط اجتماعية أكثر عمقا وأماناً وصحة عقليا بإذن الله تعالى حسب معتقدات دينية ووطنية متعددة حول العالم الإسلامي خاصة.