سجن صيدنايا في سوريا... أو كما يُعرف بـ 'المسلخ البشري'، المكان الذي تجاوزت فيه وحشية البشر كل تصور،

سجن صيدنايا في سوريا... أو كما يُعرف بـ 'المسلخ البشري'، المكان الذي تجاوزت فيه وحشية البشر كل تصور، وتحولت فيه الإنسانية إلى ذكرى بعيدة. في هذا الثر

سجن صيدنايا في سوريا... أو كما يُعرف بـ 'المسلخ البشري'، المكان الذي تجاوزت فيه وحشية البشر كل تصور، وتحولت فيه الإنسانية إلى ذكرى بعيدة.

في هذا الثريد، سأكشف لكم جانبًا من واحدة من أحلك الصفحات في تاريخ البشرية، حيث الألم لا يُنسى والظلم لا حدود له.

فضل التغريدة وتابع السرد https://t.co/SSo3D5dYfO

تحوّلت سورية إلى معتقل كبير من بداية حكم حافظ الأسد، وفي عهد وريثه بشار الأسد، وضمت أفرع مخابراتهم، عشرات مراكز الاعتقال، وأقبية التعذيب، والمسالخ البشرية، اِرتكبت فيها فظائع مروعة، وانتهاكات فردية وجماعية، وشهدت جرائم لا إنسانية بحق المدنيين الأبرياء، والناشطين السياسيين، والحقوقيين، والصحفيين، والمتظاهرين السلميين، والعسكريين المنشقين، واِمتلأت تلك السجون، بعد الثورة السورية على نظام الأسد في آذار/ مارس 2011م، وخلالها لم يُفرِّق الأسد ومخابراته، بين الشيوخ والشباب، وبين الرجال والنساء والأطفال، بل مارسوا شتى صنوف التعذيب والقمع والإرهاب والوحشية، دون شفقة أو رحمة.

▪️سجن صيدنايا،

الواقع شمال دمشق، وتم تشييده عام 1987 هو رمز للرعب في سوريا وأطلق عليه المعتقلون “المسلخ البشري”.

إذ يتعرض المعتقلون داخله لأبشع أنواع التعذيب، والتجويع الشديد الذي يدفعهم لشرب البول للبقاء على قيد الحياة.

وتُستخدم أدوات كـ”بساط الريح”، حيث يُربط السجين على لوح خشبي يُطوى ليُكسر عموده الفقري تدريجيًا ويُهدد أقاربهم بالاغتصاب أو القتل لإجبارهم على الاعتراف

— يتكون السجن من ثلاثة مبانٍ رئيسية (أ، ب، ج) تلتقي عند نقطة مركزية تُعرف بـ”المسدس”، وهي الأكثر تحصينًا حيث الغرف الأرضية والزنازين الانفرادية.

يحتوي كل مبنى على ثلاثة طوابق مع أجنحة تستوعب 20 مهجعًا جماعيًا و100 زنزانة انفرادية في الطابق الأول.

— أقسام السجن الرئيسية،

أبرزها المبنى الأحمر،

والذي يعد القسم الأكثر دموية ويحتجز فيه غالبية المساجين. ويشهد أساليب تعذيب وحشية وبشعة مع حجب كامل لضوء الشمس عن المعتقلين.

أما المبنى الأبيض، فهو مخصص لاحتجاز الضباط والجنود الذين رفضوا تنفيذ الأوامر الوحشية للنظام بعد اندلاع الثورة السورية، وتحول إلى مسرح للإعدامات الميدانية.

في 2008،

تمرد السجناء بسبب التعذيب والتجاوزات،لكن السلطات ردّت بالقوة، ففرضت حصارًا قطعت فيه الماء والغذاء عن السجن، وأطلقت النار عشوائيًا.

حاول السجناء النجاة بحفر نفق، لكنهم فشلوا، وقُتل عدد منهم خلال الحصار.

انتهت الانتفاضة بنقل معظم السجناء إلى سجن آخر، بينما تعرّض الباقون للقتل أو أحكام الإعدام، لتظل ذكرى صيدنايا رمزًا للرعب والمعاناة

أكثر من 200 ألف سوري بين سجين موجود ومفقود داخل أقبية نظام الأسد، منهم نحو 15 ألف قضوا تحت التعذيب، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وقد نشر الكاتبان جابر بكر (معتقل سوري سابق في صيدنايا عام 2004، وروائي ناشط قانوني)، وأوغور أوميت أنجور (أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمستردام، ومعهد (NIOD)، كتاباً بحثياً عنوانه "الغولاغ السوري"، واِقتبسوا اسمه من معسكرات الاعتقال السوفياتية المروعة في عهد لينين وستالين، وفيه كشفا مأساة المعتقلات في ظل حكم الأسدين الأب والابن في سوريا

ولقد نجح الكاتبان بإجراء مقابلات مع أكثر من مئة سجين ناجٍ من جحيم سوريا، بالإضافة إلى أمنيين، وحراس وشهود عيان، عملوا في السجون سابقاً وخاصة في صيدنايا. كذلك استند المؤلفان إلى مواد أرشيفية كثيرة، خلصت إلى نتائج صادمة، إذ يقدم المؤلفان أدلة قوية تثبت أن سجون سورية هي من الأسوأ في تاريخ البشرية.

ننقل بعض شهادات المعتقلين الذين كُتب لهم حياة جديدة، ومنهم محمد الفارس الذي يُقيم حالياً في ألمانيا، وعمره 33 عاماً، والذي كان موظفاً في المخابرات العامة في دمشق، وفي بداية الأحداث، أخذ يسرّب المعلومات إلى الجيش الحر، مثل إرسال أسماء المعتقلين، ومراكز اعتقالهم، ومواعيد عقد الاجتماعات الهامة، وأوقات الحملات العسكرية الأمنية، وأسماء رجال الشرطة الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، والذين اعتُقلوا لنفس السبب. وعندما كُشف أمره، اعتقلوه، وحُكم عليه 13 عاماً قضى منها مدة 7 سنوات ووصف تجربته هناك في سجن صيدنايا بأنه "الجحيم"، ويقول: " كانت الزنزانة التي نُقلت إليها مع 8 أشخاص آخرين، عبارة عن مرحاض قياسه 70 سم × 170 سم.

وبقينا هناك عراة تماماً لمدة 50 يوماً، كنا مضطرين لأن نركع فوق بعضنا البعض لأن المكان لا يتسع لنا جميعاً.

كما ثُبتت أقدامنا في ثقوب حُفرت في جدار الزنزانة، وكانوا يضربوننا على قفا أرجلنا في نوع من التعذيب يعرفه السوريون يسمى "الفَلقة في الإطارات".

بدأ سجن صيدنايا منذ غزو العراق عام 2003 باستيعاب المتطوعين العرب العائدين من القتال في العراق وأعضاء تنظيم القاعدة.

وضم كذلك أشخاصا من تيار "السلفية الجهادية" والتنظيمات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة، إضافة إلى الفارين من أحداث مخيم نهر البارد في لبنان، وشيئا فشيئا تحول إلى "سجن للجهاديين" بسبب ارتفاع أعداد المعتقلين العائدين منهم من العراق.

وثّقت منظمة العفو الدولية إعدام 15 ألف معتقل شنقًا بين 2011 و2015، حيث يُقاد 20-50 شخصًا أسبوعيًا إلى المشانق ليُعدموا ليلاً.

إضافة لذلك، تُستخدم “غرف الملح”، حيث تُكدّس جثث المعتقلين فوق أكوام من الملح يبلغ ارتفاعها 30 cm لتأخير تحللها، في مشهد يُرهب المعتقلين نفسيًا. كما كشفت تقارير عن حرق آلاف الجثث في أفران للتخلص من الأدلة على هذه الجرائم

الحقوقي ابو يزن السوري يتحدث عن تجربته وبعد خروجه وقضاء

9 سنوات في المعتقل؟،

ولخص معاناته في قوله:

"السَّجّان في الأفرع الأمنية في سوريا ، هو مخلوق عديم الإحساس، ويَشعر بمتعة كبيرة في تعذيب المعتقلين، وبمنظر الدماء النازفة من الأجساد المنهكة، وهذا كان حال سجّاني الذي كان ينهال عليّ ضرباً بعد كل سؤال"

▪️شهد المعتقلون داخله أنماطًا مروعة من التعذيب النفسي والجسدي وفيما يلي بعض القصص والأساليب التي توثق بشاعة ما يحدث داخله:

  1. الموت عبر التعذيب بالصوت
  2. روى أحد الناجين أنه كان يُجبر المعتقلين على سماع صراخ المعتقلين أثناء تعرضهم للتعذيب ووضع مكبرات صوت في المهاجع حيث كانت أصوات التعذيب تصل بشكل مقصود لتدمير الحالة النفسية للسجناء.

    هذا الأسلوب أدى إلى إصابة العديد من المعتقلين بانهيارات عصبية، إذ يشعر السجناء بالرعب من مصير مشابه.

  1. التجويع حتى الموت
  2. سياسة التجويع داخل السجن كانت امر طبيعي حيث كان المعتقلين يحصلون على كميات ضئيلة من الطعام، بالكاد تبقيهم على قيد الحياة ويتم اجبار السجناء على شرب الماء المخلوط بالدماء والبول

  1. الحرق بالماء الساخن
  2. سكب الماء الساخن على السجناء بشكل متكرر حتى يسقط الضحية مغشيًا عليه بسبب الحروق. استمرت الإدارة في هذه العملية حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وتركت جثته كوسيلة لترويع الآخرين.

  1. الإعدام الوهمي
  2. حيث يتم تقييد السجين وتعصيب عينيه وأخذه إلى مكان يُشبه غرفة الإعدام، ليعيش دقائق من الرعب قبل أن يُعاد إلى زنزانته دون تفسير. هذا الإجراء تكرر مع كثيرين، وأدى إلى انهيارات نفسية دائمة لدى بعضهم

  1. غرفة الملح والعذابات النفسية
  2. كانوا يُجبرون على الوقوف أو الجلوس لساعات بجوار جثث زملائهم داخل “غرف الملح”،

    حيث كانت تُكدّس الجثث

    وكان المعتقلون يُوضعون أحياء هناك كوسيلة لتعذيبهم نفسيًا، ليشاهدوا الموت بأبشع صوره أمامهم يوميًا.

هذه القصص مجرد أمثلة بسيطة على الفظائع التي تم توثيقها في سجن صيدنايا، حيث وحشية البشر تجاوزت كل الحدود

يُذكر ان أكثر من 200 ألف سوري بين سجين موجود ومفقود داخل أقبية نظام الأسد، المختلفة


عثمان بن صالح

2 بلاگ پوسٹس

تبصرے