• صاحب المنشور: عبلة بن زروق
  
  ملخص النقاش:
  تمحورت المناقشة حول ثلاثة ميادين رئيسية: الشرائط الوثائقية، التصميم الجرافيكي، وعلم الفلك. حيث أثنت زهرة الهلالي على التكامل البنّاء بين هذه المجالات، موضحة كيف توفر كل منها منظورا مختلفا وغنيّا للتفاهم العالمي. فتُظهر المُستندات الوثائقية جانبًا مُخْفيًا من التاريخ والإنسانية؛ يُعنى الفن الجرافيكي بتبسيط واستقطاب المعلومة عبر التصوير اللوني؛ بينما تُعنى دراسات الفلك بفهم نظام الكون الكبير. ترى زهرة وجود رابط خفي يشترك فيه الثلاثة فيما يسمى برؤية متنوعة للحقيقة العالمية.

من جهته، ذهب العبادي بن يوسف إلى مدى أبعد من وصف الأدوار المنفصلة لكل ميدان. إذ ركز على جوهر المقارنة - وهي حاجة البشر المشتركة للمعرفة والحقيقة والكشف المستمر عنها بغض النظر عن أدوات البحث المستخدمة. وفقا لرؤيته، تعتمد الشرائط الوثائقية والتصميم الجرافيكي وعلم الفلك جميعها على نفس دافع الاستقصاء للإسهام بأوجه عديدة للحياة الإنسانية والفكر الإنساني وصياغة العالم كما نفهمه نحن.

أمّا عبد البر بن العيد فقد ثنّى على اتساع الآفاق المعرفية الضمني بالموضوع الرئيسي، ولكنه دعا للاستفادة منه في حل قضايا واقعية ملحة. فأشار ضمنيا لتساؤلات مفيدة حول تأثير الأفكار المكتسبة من الدراسة الوثائقية وفوائد استخدام الرسم البياني وما إذا كانت تطبيقات علوم الكون لها مردود فعال ومباشر لدى الجمهور والمجتمعات ذات الصلة. وبذلك يدعم حججه بقيم عملية أكثر تحديدا والتي حسب قوله تمثل اختباراً مهماً لجدارة أي فرضية معرفية بشرط توازنها بين التجريب والنظرية والنفع العام.

إن هذا الحوار مليء بإضاءاته وتمثيل مختلف الزوايا تجاه العلاقة بين الدارسة الوثائقية والتنظيم البصري والاستقصاءات الفلكية كأساليب تكمل بعضها البعض لحشد فهْم شامل ورسم خطوط عامة جديدة للفكر المعرفي الحديث المتعدد الثقافات والذي يصبو لاحداث تغيير عميق داخل منظومتنا الذهنية وخارج حدودها أيضا عبر الانفتاح المتبادل والمعرفي والفكري بين تخصصات متباينة ظاهريا. وتبرز مساحة خصبة لمزيد من استكشافاتها التحليلية مستقبلا عند مواجهة تحديات عصر رقمي ومعلوماتي جديد باتت تحدد شكل سيرورة تطورات بسيطة تتعلق بجودة الحياة المعاصرة بكافة تفاصيلها وشجونها الداخلية والخارجية.