- صاحب المنشور: غادة الشاوي
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بين فئة الشباب العربية، ظهرت العديد من الدراسات التي تناقش التأثيرات المحتملة لهذه الأدوات الرقمية على صحتهم النفسية. يبحث هذا المقال في العلاقة المعقدة بين شبكات التواصل الاجتماعي والاضطرابات النفسية الشائعة مثل القلق والاكتئاب، ويستكشف الأسباب الكامنة خلف ذلك، بالإضافة إلى الطرق التي يمكن بها الحد من الآثار السلبية واستخدام هذه المنصات بطريقة أكثر فائدة.
الفوائد المحتملة لشبكات التواصل الاجتماعي
على الرغم من الاعتقاد المتزايد بأن مواقع التواصل الاجتماعي تلحق الضرر بالصحة النفسية للمستخدمين، إلا أنه من الجدير بالذكر الفوائد المحتملة التي قد تجلبها أيضًا:
* الاتصال: توفر شبكات التواصل الاجتماعي فرصة للتواصل مع الآخرين، خاصة لأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم صعوبات اجتماعية. يمكن للأفراد بناء مجتمعات افتراضية وتبادل الخبرات والتجارب المشتركة.
* الصحة العقلية: بعض المنصات تقدم خدمات دعم وموارد تتعلق بالصحة العقلية، مما يسمح للأشخاص بالحصول على المساعدة عندما هم بحاجة إليها.
* التوعية: يمكن للمنظمات غير الربحية والمؤسسات التعليمية الاستفادة من قوة الشبكات الاجتماعية لنشر الوعي حول قضايا الصحة العقلية وتعزيز المناقشة المفتوحة حول الموضوعات الحساسة.
السلبيات المرتبطة باستخدام وسائل الإعلام الرقمية
مع ذلك، هناك أدلة كبيرة تشير إلى تأثيرات سلبية محتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العرب:
* مراقبة الذات: مقارنة النفس باستمرار بعروض الحياة المثالية عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا الذاتي.
* الإدمان: القدرة على الوصول الدائم إلى التحديثات والإشعارات من شأنها أن تشجع المستخدمين على التحقق المستمر من هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، مما يساهم في الإدمان الإلكتروني.
* الهجوم عبر الأنترنت: التعرض للسلوكيات المسيئة والسلبية عبر الانترنت كالتنمر الالكتروني قد يسبب شعورا بعدم الأمان والعزلة.
تقليل المخاطر والصحة النفسية
لتقليل المخاطر المرتبطة باستعمال هذه الوسائل ، ينصح باتباع الخطوات التالية :
- وضع حدود واضحة لاستخدام الإنترنت وضوابط زمنية محددة للاستخدام اليومي لمنع الافراط في استخدامه .
- تعليم الأطفال والشباب كيفية تحديد المعلومات الصحيحة والأخبار ذات الجودة المرتفعة لتجنب الأخبار الزائفة والنصائح الغير طبية .
- غرس ثقافة احترام الاختلافات الشخصية واحترام حياة الناس المختلفة خارج العالم الرقمي لحماية مستخدميه من التنمر الالكتروني والتنمر عموما .
- مراقبة المحتوى الذي يتم مشاركته عليه وذلك بتحديد الوقت الذي يقضونه بمحتويات مختلفة كالرياضة والثقافة وغيرها للحفاظ علي توازن صحيح بين عالم الواقع وعالمنا الافتراضي.
وفي النهاية فإن دور الأسرة والمدرسة والحكومة هاما جدا في خلق بيئة رقمية صحية تدعم رفاهية الجميع تبدأ منذ سنوات الصبا المبكرة وتستمر حتى سن البلوغ وما بعدها أيضا.