هل سمعت بالخطة الاقتصادية الوطنية الوحيدة في تاريخ السودان الحديث والتي استمرت لعشرة سنوات؟
شذرات عن الدولة السودانية التنموية المَنسيّة!
كثير ما يشتكي الصحفي السوداني المعروف عثمان ميرغني في منشوراته في الفيسبوك ومقالاته الصحفية عن غياب التخطيط الاستراتيجي والاقتصادي طويل... https://t.co/sROpV31MHJ
المدي في السودان، وهو محق تماماً في هذه الشكوى ومحق في تكراره لهذا الموضوع. وفي كثير من الأوقات تكون غالبية الردود على منشورات الأستاذ عثمان ب"نحن السودانيين ديل ما بنفكر بعيد أصلو، بس بنشوف رزق اليوم باليوم!" أو ما يشابهه من التعبيرات التي تُرجع أصل المشكلة في الثقافة السودانية
التي لا تكترث كثيراً بالتفكير طويل المدي وما يتضمنه من تخطيط وصرامة في المتابعة. من ناحية ثانية، يركز النوع الثاني من التعليقات العامة على شتيمة النخبة السودانية والأحزاب السياسية في السودان، وهي طريقة تفكير انتشرت كثيراً مؤخراً، خصوصاً بعد الفشل المتكرر للأحزاب السياسية والنخبة
السودانية في إحراز أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي ملموس للمواطن، أو كما جاء في مقولة المرحوم منصور خالد "النخبة السودانية وإدمان الفشل" والتى أصبحت على لسان كل متذمر من الواقع السياسي.
يمكن للمرء أن يذكر الكثير من الاعتراضات النظرية على هذه الردود والتعليقات، لكن الاعتراض المهم
والجدير بالذكر هنا هي أن هذه الاعتراض لا تتفق مع الواقع ولا مع التاريخ السوداني، فبالفعل استطاع السودانيين والنخبة السياسية والتكنوقراطية في تاريخهم القريب أن يضعوا خطة اقتصادية طويلة المدى استمرت لعشرة سنوات من العام 1961 وحتى العام 1970!
الصورة المرفقة في هذا المقال هي صورة