ذكريات ؟!
في صيف عام ١٩٦٨م كنا نقضي آخر اجازة الصيف في حارة (الغشامرة) الوادعة بمنطقة الهدا هروبا من حر مكة حرسها الله؛ صحونا على خبر مفاجيء من الراديو طبعًا وهو غزو الاتحاد السوفياتي لدولة تشيكوسلوفاكيا المتاخمة لحدود دول حلف وارسو.
فكان خبرا حزينًا بالنسبة لوالدي رحمه الله-
فقد كنا نستورد نوعًا فاخرًا من فصوص الكريستال التي يستخدمها الصاغة في صناعة الحلي الذهبية من شركة لا زلت اتذكر اسمها (جابلونكس).
بالنسبة لوالدي كان الامر مقلقًا جدا لتخوفه من انقطاع الإمدادات.
مرت ٤ سنوات سريعاً وانتهت بانسحاب السوفيات ثم بعد فترة انقسام تشيكوسلوفاكيا الى دولتين
في شتاء عام ١٩٧٩م اي بعد ١٠ سنوات كنت طالبًا في كلية الطب أغير عشاءً زيت سيارتي في شارع الجامعة فشاهدت خبرًا على قناة ١ السعودية تظهر فيه دبابات سوفياتية تقتحم افغانستان فتذكرت غزوهم لتشيكوسلوفاكيا قبلها بعقد من الزمان؛ وقلت في نفسي: سيرحلون قريبًا فنفس السوفييت قصير عكس الغرب
رحل السوفيات بعد ١٠ سنوات بعدما قطعوا افغانستان ارباً.
ثم جاء جورباتشوف ويلتسين وقطعوا الإتحاد السوفياتي السابق الى دول فزادت قناعتي بنزق السوفيات واندفاعهم وحبهم للاثارة (قصة حذاء خروشوف مثالًا ؟!؛ ابحثوا عنها).
تذكرت تخليهم عن عبدالناصر في ٦٧م وهكذا
ولا انسى وانا اتذكر سيارة (الفولجا) التي اشتريناها في السبعينات م وهي سيارة روسية الصنع عانينا منها الأمرين لعدم تناسب صناعتها مع غير اجواء روسيا فبعناها لمشتري من اليمن بسعر بخس اخبرنا بانها مرغوبة عندهم..
ذكرياتي تشير اذا الى ان الروس تاريخيًا يحبون الغزو الا انهم قصيرو النفس