- صاحب المنشور: زهور بن عزوز
ملخص النقاش:مع تطور الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة، أصبح واضحاً تأثيره الكبير والمتزايد على مختلف جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك سوق العمل. هذا الانتشار الواسع لـ AI يجلب معه فرصًا جديدة ومثيرة لأصحاب المهارات التقنية والفنية، ولكنه أيضا يطرح تحديات كبيرة حول مستقبل الوظائف التقليدية.
من ناحية، يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط العديد من العمليات الروتينية والمملة التي يشغل بها البشر حالياً. هذه الأنشطة والتي غالبا ما تتطلب جهدا ذهنيا محدودا أو تكرارا للأعمال نفسها قد يتم استبدالها بأنظمة ذكية تعمل بكفاءة أعلى وأقل عرضة للأخطاء البشرية. وهذا يعني تحرير العمال للتركيز على أعمال أكثر تعقيدا وإبداعا تحتاج إلى مهارات بشرية فريدة مثل التفكير النقدي والإبداع والتواصل البشري الرفيع.
على الجانب الآخر، فإن الخوف من فقدان وظائف بسبب الذكاء الاصطناعي هو أمر حقيقي ويجب التعامل معه بحذر. بعض الدراسات تشير إلى احتمالية زوال ملايين الوظائف خلال العقود القادمة نتيجة للتكنولوجيا الجديدة. ولكن من المهم التذكر أنه بينما يتغير شكل العمل، فإنه عادة ما ينتج عنه أشكال جديدة من الأعمال أيضاً. لذلك، ستكون هناك حاجة متزايدة للموظفين الذين يستطيعون التعلم باستمرار واستخدام تكنولوجيات مختلفة بما فيها تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لتطوير حلول مبتكرة لمشاكل معقدة.
لذا، فإن الاستعداد لهذا التحول ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة. التعليم المستمر، خاصة في المجالات الرقمية والتقنية، سيكون عاملا حاسما. كما سيحتاج المجتمع ككل إلى بذل الجهود لتوفير شبكات دعم قوية لمساعدة الأفراد الذين قد يعانون أثناء عملية إعادة التدريب المهني. وبالمثل، ربما تكون هناك حاجة لإعادة النظر في السياسات الحكومية الحالية لدعم الأفراد والشركات خلال فترة انتقالية محتملة.
في الختام، رغم وجود مخاطر مرتبطة بتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن الفرص الموجودة فيه أكبر بكثير. ومن خلال الاستثمار في مهاراتنا والحفاظ على مرونة اقتصادنا وقدرته على التأقلم، يمكننا مواجهة هذه التغييرات بموقف بناء واستغلال الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي لتحسين نوعية حياتنا جميعا.