- صاحب المنشور: طارق الشاوي
ملخص النقاش:في الإسلام، يُشدد على أهمية الجمع بين العقل والقلب عند اتخاذ القرارات. هذا النهج يعتبر توازنًا دقيقًا بين المنطق والاستنباط العقلي من جهة، والمعرفة الروحية والشعور الداخلي من الجهة الأخرى. القرآن الكريم والسنة النبوية يدعمان هذه الفكرة بشكل واضح.
العقل يلعب دورًا حيويًا في فهم الشريعة وتطبيق الأحكام الشرعية. فهو يساعد المسلم على دراسة الأدلة والأدلّة وفهم القواعد العامة التي يمكن تطبيقها على مختلف المواقف الحياتية. كما يشجع القرآن والعقل على البحث والتأمل والتفكير الحر دون خوف من الخطأ أو الحرج:
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا." (الإسراء:70)"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين". (غافر:60)من ناحية أخرى، القلب له مكانته الخاصة في العمليةdecision-making. الشعور الداخلي والإحساس بالحق والخير هما جزءان أساسيان من الدين الإسلامي. النية الصافية والحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هما محك قبول العمل حسب الحديث القدسي:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". وهذا يعكس بأن نوايا القلب لها تأثير كبير على مدى صلاحية وصحة القرار الذي يتم اتخاذه.
وفي الحديث الآخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به"، مما يؤكد على أهمية مواءمة رغباتنا وأهدافنا الشخصية مع تعاليم الدين الإسلامي.
لتحقيق التوازن الأمثل بين العقل والقلب، ينصح بعض الفقهاء باتباع نهج متدرج حيث يتم البدء بالعقل ثم الرجوع للقلب للتأكيد على صدقية الرأي الأول. بينما البعض الآخر يحذر من الاعتماد الزائد على أحدهم دون الآخر لأن ذلك قد يتسبب بتجاهل جوانب مهمة لاتخاذ قرار صحيح ومقبول لدى كلتا الجانبين العقلاني والديني.