- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، برزت أزمة ملحة تتعلق بسوق العمل في منطقة الشرق الأوسط. حيث يُواجه الشباب تحديات هائلة للعثور على فرص عمل مناسبة ومستدامة. هذا الوضع ليس نتيجة غير متوقعة؛ إذ يعاني الاقتصاد الإقليمي من مجموعة متنوعة من العوامل التي تساهم في هذه المشكلة المتفاقمة. سوف نستكشف هنا جملة من هذه العوامل الرئيسية وتداعياتها المعقدة.
العامل الأول: البطالة بين الخريجين الجدد
تشكل معدلات البطالة المرتفعة بين خريجي الجامعات مصدر قلق كبير. وفقا لتقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي، بلغ معدل بطالة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 24 عاما حوالي 30% في بعض الدول العربية. يرجع جزء كبير من ذلك إلى عدم تطابق المهارات المقدمة من نظام التعليم المحلي مع الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل. بالإضافة لذلك، فإن العديد من الشركات تقدر خبرة العمل العملية أكثر بكثير مما تقدمه شهادات جامعية نظرية. وهذا يؤدي غالبا للشباب للتركيز على تدريب مهني مكثف أثناء الدراسة أو البحث عن دورات تأهيلية بعد إنهاء تعليمهم الأساسي.
العامل الثاني: التحول الرقمي والتكنولوجيا
كما هو شائع عالميًا، يشهد قطاع الأعمال في المنطقة تحولا كبيرا نحو الاعتماد على التقنيات الحديثة والأتمتة. بينما يوفر هذا التحول الكفاءة والإنتاجية، فهو يخلف أيضا آثارًا سلبية تشمل فقدان وظائف تعتمد يدوياً على العنصر البشري. وعلى سبيل المثال، أدى انتشار التجارة الإلكترونية والاستخدمات المصرفية عبر الإنترنت إلى الحد من حاجتها للموظفين داخل الفروع الفعلية. وبالتالي يتوجب إعادة النظر في السياسات التعليمية لتعزيز مسارات تعلم التقنية لدى الطلاب.
الفرص المحتملة
رغم الظروف الصعبة الراهنة، يوجد هناك بصيص للأمل فيما يتعلق بالفرص الجديدة والمبتكرة في سوق العمل الخاص بالمنطقة. فبدءاً من القطاعات الناشئة مثل الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية، والتي توفر العديد من المناصب الوظيفية ذات القيمة - حتى التركيز الحكومي الأخير على ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة. كما يمكن لهذه الأخيرة المساهمة بإيجابية كبيرة بتوفير المزيد من أماكن العمل خاصة لأصحاب المهارات المتخصصة وغير الرسميين.
وفي النهاية، ستكون القدرة على التعامل مع تغيرات السوق بسرعة وكفاءة أمر حاسم. وذلك يعني تقديم دعم أكبر للدبلومات التطبيقية، وتطوير بنية تحتية رقمية فعالة، وتعزيز ثقافة الريادة والحاجة للاستعداد المستمر للتكيف مع مستقبل ديناميكي ومتغير باستمرار. وهكذا، رغم وجود عقبات عديدة أمام شباب اليوم، إلا أنه بمزيج مناسب من الاستراتيجيات والالتزام السياسي، تستطيع البلدان في الشرق الأوسط خلق بيئة أعمال صحية وجذابة ومؤمنة لمختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.