• صاحب المنشور: مشيرة بن القاضي
  
  ملخص النقاش:
  

  في ظل العصر الرقمي المتسارع الذي نعيش فيه, أصبح للحوسبة والإنترنت مكان بارز ليس فقط في حياتنا اليومية ولكن أيضا في الدفاع عن الأوطان. تتيح التكنولوجيا الرقمية مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوات التي يمكن استخدامها لتحسين الأمن القومي العربي. من الجوانب الرئيسية لهذا الدور هي القدرة على جمع وتحليل البيانات الضخمة بطرق ذكية ومبتكرة. هذا يسمح للدول العربية بتتبع العمليات غير القانونية بكفاءة أكبر بكثير مما كان ممكنًا فيما مضى. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الشبكات السحابية والتطبيقات المبنية عليها حيوية لأمن الاتصالات الحكومي والعسكري. هذه التقنيات تحمي المعلومات الحساسة وتضمن سرية العمليات الاستراتيجية.

كما تلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في مجال الأمن. بإمكان الخوارزميات التعلم الآلي التعرف على الأنماط والسلوكيات المشبوهة قبل حدوث أي تهديد محتمل. أيضاً، الروبوتات الطائرات بدون طيار توفر مراقبة فعالة للأجواء البرية والبحرية والجوية مع تقليل المخاطر المحتملة للمواطنين والقوى العاملة البشرية. لكن بينما نستفيد من هذه التطورات الهائلة، فإننا نواجه أيضاً تحديات جديدة متعلقة بالأمان الإلكتروني. الهجمات السيبرانية تشكل خطراً كبيراً وقد تؤدي إلى تسرب معلومات حساسة أو حتى تعطيل الخدمات الأساسية.

لذا، يتطلب تحقيق فوائد التكنولوجيا الرقمية في مجال الأمن القومي العربية استثمارات طويلة الأجل في بناء البنية التحتية للذكاء الصناعي والأمن السيبراني. كما أنه ضروري مواصلة التعليم والتوعية بين الجمهور حول أهمية الخصوصية والأمان عبر الإنترنت. وفي النهاية، يمكن للتكنولوجيا الرقمية عندما تستغل بحكمة وبشكل مسؤؤل ان تكون ركيزة أساسية في جهود الدول العربية لحماية سيادتها وأمن شعبها.