التحدث بالنعمة: بين الشكر والإدلال رؤية شرعية واضحة

التحدث بالنعمة التي منحها الله للإنسان هو واجب على المسلم، حيث إنه أحد أشكال شكره لعبودية الرب الواحد. جاء الأمر بذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: "و

التحدث بالنعمة التي منحها الله للإنسان هو واجب على المسلم، حيث إنه أحد أشكال شكره لعبودية الرب الواحد. جاء الأمر بذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث"، وهذا يشمل جميع نعم الله الدينية والدنيوية. نشر الحديث عن نعمة الله ليس فقط اعترافاً بشكره ولكن أيضًا تشجيعاً للمشاركة في الأعمال الصالحة.

لكن يجب التنبيه هنا إلى وجود معيار مهم لهذا الموضوع. عندما يتم التحدث عن النعم بهدف تسفيه الذات أو الادعاء الزائف بأن المرء مصدر تلك النعم، حينها تصبح العملية خاطئة. بدلاً من ذلك، ينبغي الاستفادة منها لنشر الخير والاسترشاد بالمثل الأعلى للسنة النبوية: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

ومن الناحية العملية، إذا حدث أن أعجب الآخرون بالأفعال الصالحة دون سعي شخصي للتقدير الذاتي، ويحتفظ الفرد بهذا الشعور بإيجابية بدون تطلع للرياء، فهذه علامة مباركة تسمى "عاجل بشرى المؤمن". مثال واضح لذلك ورد في حديث أبي ذر الغفاري حول الرجل الذي يعمل أعمال خير ويعبر عنه الآخرون بحسن الظن، وهو ما وصف بأنه "تللك هي عاجل بشرى المؤمن".

في النهاية، يبقى الأمر حول كيفية استخدامنا لنعم الله؛ سواء كانت وسيلة للشكر والثناء الحقين أم ادعايات زائفة للأنانية الشخصية.


الفقيه أبو محمد

17997 ब्लॉग पदों

टिप्पणियाँ