• صاحب المنشور: عبد الهادي المنصوري
  
  ملخص النقاش:
  مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، يبرز عدد كبير من التحديات الجديدة التي تؤثر بشكل مباشر على سوق العمل والتعليم. هذه التحولات ليست مجرد تغيير تقني؛ فهي تغير جوهر العمليات الوظيفية وكيفية التدريب لمواكبة الطلبات المتغيرة للأسواق العالمية. هذا المقال يستعرض أهم ثلاثة تحديات رئيسية تواجهها المجتمعات نتيجة لتزايد دور AI.

1. **تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية**:

إن تعزيز استخدام الأنظمة الآلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن يتسبب في فقد العديد من الوظائف الحالية. بينما قد تخلق تكنولوجيات جديدة فرص عمل جديدة أيضاً، إلا أنها غالبا ما تتطلب مهارات مختلفة عما هو مطلوب اليوم. سيحتاج العمال إلى إعادة تأهيل وتعلم مهارات جديدة مثل البرمجة أو فهم كيفية التعامل مع هذه الأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي. هناك أيضا مخاوف بشأن التأثيرات الاجتماعية المحتملة لهذه التحولات وأثرها على مجتمعات العمل المحلية.

2. **تغيير متطلبات التعليم والتدريب**:

يجب أن تتغير البرامج الأكاديمية والمؤسسات التعليمية لتصبح أكثر قابلية للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل الذي يدعمه الذكاء الاصطناعي. سوف تحتاج المدارس والشركات إلى تقديم دورات تدريبية مستمرة للموظفين الحاليين لمساعدتهم على تطوير المهارات اللازمة للعمل جنباً إلى جنب مع الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة لذلك، سيكون التركيز أكثر نحو تطوير الكفاءات الإنسانية الغير قابلة للاستبدال بواسطة الروبوتات، مثل الإبداع، الحكم الرفيع، القدرة على حل المشكلات المعقدة، التواصل الفعال وغيرها.

3. **الأخلاقيات والقوانين المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي**:

أصبح وضع قواعد واضحة حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة نظراً لأثره الواسع المحتمل على البشر. من الضروري خلق بيئة قانونية تحمي حقوق الأفراد وتضمن شفافية القرارات اتخاذ القرار المبنية على البيانات التي يتم جمعها عبر الأجهزة والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما أنه ينبغي النظر بعناية فيما إذا كان من المناسب ترك بعض القرارات الهامة كالتشخيص الطبي مثلاً لمثل هذه الأنظمة أم لا.

إن إدارة عملية الانتقال الناجح نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي ستعتمد بشدة على قدرتنا كمجتمع للإعداد بشكل مناسب والاستجابة لتلك التحديات الثلاثة الأساسية: الحفاظ على القوى العاملة القائمة وتحويلها، إعادة تصميم النظام التربوي لدينا ليناسب العالم الجديد، وضمان استخدام أخلاقى ومنظم لهذا النوع من التكنولوجيا الحديثة.