ألَّف أحد أبرز فقهاء الأندلس كتاباً في الحب وأعراضه وأسبابه وعلاماته وصفاته وأحواله، فأصبح الكتاب من أشهر الكتب العربية والعالمية في الحب.. لكن، ما الذي دفع "شيخ دين" للكتابة عن هذا الموضوع؟ ولماذا قال "أعزك الله" عند تعريفه للحب؟
(١) https://t.co/BiUftEYKpo
كان للإمام (ابن حزم الأندلسي) صديق عزيز قد ارتحل إلى ديار أخرى، وكان وفياً مخلصاً. أرسل هذا الصديق رسالة لابن حزم يسأله فيها عن الحب وأسراره وفوائده وأضراره، لأنه قد ابتلي به، وهو يعلم أن الإمام يدرك مضمون الرسالة لأنه سبق وأن مر بتجربة هزَّت فؤاده من قبل:
(٢)
تزوّج ابن حزم من محبوبته "نُعْم" واطمئن قلبه لها، فالزواج هو المآل الصريح للحب في الإسلام، وكانت تضيء له حياته، لكن هذا النور انطفئ مبكراً، وانتقلت إلى رحمة الله فجأة..
وكانت حادثة وفاتها قاسية على قلب الإمام
(٣)
كان ابن حزم يكتب في الفلسفة والأديان والشعر والفقه والأنساب والمنطق واللغة، ولم يرد طلب صديقه في الكتابة عن الحب.. فكتب ٣٠ فصلاً عن أسراره وعلاماته وأعراضه وأحداثه، وكان بارعاً في الربط بين الأشعار العذبة والقصص التاريخية والآراء الحكيمة
(٤)
أشهر تعريف للحب في الأدب العربي:
"الحب -أعزك الله- أوله هزل وآخره جِدٌّ، دقَّتْ معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تُدْرَك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمُنكرٍ في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل."
الإمام ابن حزم الأندلسي | كتاب طوق الحمامة
(٥)