كان كل شيء يسير على وتيرته الروتينه ..
رغم ضخ الكثير من الأفكار التي لا يرى جدوى إلا القليل منها ..
وقف مصغيًا لما يقال له ..
فـ ثار في داخله أحاسيس عدة ..
وحاول تهدئة ما ثار ضجيجه
ثم سأل؛ فكانت الاجابات لا تسمن ولا تغني ..
وبدأ يتحرك كما لو أنه قطعة من قطع الشطرنج ..
يفعل ما يقال له دون اعتراض ..
في الجولة الأولى .. فالثانية ..
وعند الثالثة حدث ما لم يكن في الحسبان ..
إرهاصات مباغتة لسقوط له دوي ..
حاول المقاومة ..
بيد أن كل شيء يتساقط باندفاع غريب ..
التفت بهدوء ..
هل الجولة الرابعة ستنتهي سريعًا ؟
نعم ..
يقاوم ما يجذبه للسقوط بالاكراه ..
دون طلب الاذن منه ..
الدوران يسير على قدم وساق ..
الظلام يومض ..
الرؤية تتلاشى كلما أطال الوقوف ..
سأل: هل انتهت ؟
- نعم.
حينها هرب من استقامة الوقوف ليجلس القرفصاء..
واضعًا يديه على جانبي رأسه الذي لا يهدأ ..
وحلقات دائرية ملونة تومض في عينيه كحالة طارئة ..
سأله الاخر: ماذا أصابك؟
أجاب اجابة تشرح ما يشعر به ..
ومازال يردد: لا أدري ما الذي يحدث ..
جلس جواره وهو ممسكًا يده التي يرص بها جانب رأسه الذي يهرب من بعضه ..
همس بصوت ضعيف كضعف روحه: رأسي يشكو علة ..فوحده من يرى:
الظلام الذي يومض ..
الحلقات المفرغة ..
ووحده من يشعر بالخواء ..
وبرودة الأطراف تسري كما لو أنها في سباق جري ..