معلقة عنترة من أحب الشعر القديم لدى العرب، دعوها «مذهّبة» لولعهم بها وتعهدهم إياها بالدرس والحفظ. رغ

معلقة عنترة من أحب الشعر القديم لدى العرب، دعوها «مذهّبة» لولعهم بها وتعهدهم إياها بالدرس والحفظ. رغم ذلك أكثر من يحفظها يجهل صاحبها ويخلط بينه وبين ب

معلقة عنترة من أحب الشعر القديم لدى العرب، دعوها «مذهّبة» لولعهم بها وتعهدهم إياها بالدرس والحفظ. رغم ذلك أكثر من يحفظها يجهل صاحبها ويخلط بينه وبين بطل السيرة خلطًا شنيعًا، وحتى عبلة التي يذكرها وتُظن ابنة عم له هي امرأة متزوجة من قبيلة أخرى وأظنها كانت لا تطيق رؤيته. https://t.co/0ybPGMWl7f

اسأل عن: «هل غادر الشعراء من متردّمِ»؛ من صاحبها؟ سيُقال: عنترة بن شدّاد بن قرّاد العبسي الفارس، أحب ابنة عمه عبلة بنت مالك، ونال بسيفه حرّيته حتى صار رمزًا للانتصار ضد العبودية والتمييز باللون، ورغم رومانسية الصورة، يؤسفّني أن أفنّد كل ما فيها، فهذا بطل السيرة لا المعلّقة.

وقبل أن أتتبع عنترة الحقيقي معتمدًا على المعلّقة وما صحّ من شعره برواية البطليوسي والشنتمري، أريد أن أثني على ملفّق السيرة الشعبية، فهو من أبرع أدباء العربية رغم جهلنا من يكون، دليلي على ذلك آلاف القرّاء الذين لا يزالون يخلطون بين الأشعار التي وضعها على لسان بطله وأشعار عنترة.

خذ مثلًا: أتاني طيف عبلة في المنامِ وقبلني ثلاثا في اللثامِ، أو: حكِّم سيوفك في رقاب العذّلِ وإذا نزلت بدار ذلٍ فارحلِ، أو: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتبُ * ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ؛ كلها أشعار ذائعة رغم زيفها، وهي رائعة -لا مراء- لكن بميزان الشعر المملوكي لا الجاهلي.

لكنّ الأخطر من الأشعار هي تلك الصورة الرومانسية التي صنعها ملفّق السيرة، وأبدع ما شاء في صنعها، حتى أطبقت على خيالات الناس واستقرّت في أذهانهم، وحتى صارت شبحًا يحول دون فهمنا لما يقول عنترة في الصحيح من شعره؛ ومن أراد فهم المعلقة فهمًا صحيحًا لا بدّ أن يصرع الشبح على بوابتها.


عروسي بن زيدان

3 Blog bài viết

Bình luận