• صاحب المنشور: ليلى الراضي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً ملحوظاً نحو استغلال موارد الطاقة غير التقليدية مثل النفط الصخري. بينما يعتبر هذا التحول خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الطاقي وتوفير كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، إلا أنه يأتي مع مجموعة معقدة من التأثيرات البيئية والاقتصادية التي تستحق الدراسة والتقييم.

تُعد عملية استخراج النفط الصخري عملية مكثفة للموارد والموارد الطبيعية. تتطلب هذه العملية استخدام كميات هائلة من الماء العذب لتكسير الطبقات الحجرية تحت الأرض، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على مخزونات المياه الجوفية المحلية وقد يساهم أيضًا في تلويثها بالمواد الكيميائية المستخدمة أثناء عمليات التكسير الهيدروليكي ("fracking"). بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج الغاز المصاحب لإنتاج النفط الصخري - وهو غالبًا غاز طبيعي أو حتى ثاني أكسيد الكربون - قد ينتج عنه انبعاثات ضارة للغلاف الجوي، خاصة عندما يتم حرق هذا الغاز بدلاً من جمعه واستخدامه بشكل فعال.

من الناحية الاقتصادية، رغم أنها توفر مصدر جديد للإمدادات، لكن تكاليف تطوير حقول النفط الصخري يمكن أن تكون مرتفعة للغاية مقارنة بحقول النفط التقليدية. يتطلب الأمر تكنولوجيا متقدمة ومعدات باهظة الثمن لتنفيذ تقنيات التكسير الهيدروليكي وعملية الاستخراج نفسها. كما تحتاج شركات التنقيب إلى تقديم عوائد مجزية للمستثمرين للتعامل مع المخاطر المرتبطة بعملية الاستخراج الباهظة الثمن والغير المضمونة. وبالتالي فإن سعر برميل النفط الخام المنتج من النفط الصخري غالبًا ما يكون أعلى بكثير من الأنواع الأخرى نتيجة لهذه الظروف التشغيلية الأكثر تعقيدا واتساع نطاق العمليات الخاصة بهذه القطاعات الجديدة نسبياً.

على الجانب الآخر، تشمل الفوائد المحتملة للاقتصاد العالمي القدرة المتزايدة على الوصول إلى طاقة مستقرة ومتنوعة المصدر. وذلك يعطي نظرة أكثر رقيا حول المستقبل فيما يتعلق بالأمن الطاقي للدولة ويقلل الاعتماد على الدول القليلة المنتجة تاريخيًا للنفط في السوق العالمية. ولكن، قبل التسليم الكامل بفوائده الإيجابية، يجب النظر مليا للتكاليف الاجتماعية والبيئية لمنظومة عمل المتحولة حديثا تجاه توليد النفط الصخري كونه أحد الحلول المقترحة حاليا لمشكلات الأمن والاستدامةالطاقوية مستقبلا.

ولتلبية الاحتياجات المتنامية للكهرباء والنقل وغيرها من القطاعات الهامة بطريقة مسؤولة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً أيضاً؛ فإنه من الواضح وجود حاجة ماسة لتحقيق توازن بين مصالح كافة الأطراف المعنية عند التعامل مع قطاع النفط الصخري الجديد ذا الانتشار المتزايد عالميا خلال الأعوام المنصرمة. وهكذا ستكون أفضل الخطوات البديهية هي تبني إجراءات منظمة وقواعد تنظيمية صارمة تلزم الشركات العاملة بهذا المجال بتطبيق تدابير فعالة لحماية الصحة العامة والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان دفع أجور مناسبة للعاملين ضمن كل مشروع متعلق بصناعة النفوط والصخرية ذات يومنا الحالي الراهن!