- صاحب المنشور: عبد الإله الغنوشي
ملخص النقاش:
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من العديد من القطاعات، والتعليم ليس استثناء. فمن خلال تطبيقات مختلفة للذكاء الاصطناعي، يمكن تعزيز كفاءة العملية التعليمية وتحسين تجربة التعلم لجميع الأطراف المعنية: الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.
في السنوات الأخيرة، شهدنا ظهور مجموعة واسعة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقدم حلولًا مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه النظام التعليمي التقليدي. هذه الحلول تتضمن منصات التعلم الإلكترونية الشخصية، الآلات الحاسبة للأستاذ الذي يستخدم خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية لتقديم التدريب الشخصي للطلاب بناءً على احتياجاتهم الفردية، بالإضافة إلى أدوات العرض ثلاثية الأبعاد للمواد العلمية والتاريخية.
على سبيل المثال، تعتمد بعض المنصات التعليمية الحديثة مثل Khan Academy بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات التعلم وتوفير توصيات محسنة حول المواد المناسبة لكل طالب. هذا النوع من التحليل الدقيق يسمح بتنظيم الجداول الدراسية بطريقة أكثر فعالية حيث يتم التركيز على مجالات الضعف لدى كل طالب بدلاً من مجرد تغطية جميع المواضيع بمعدل ثابت.
بالانتقال إلى الجانب العملي للمعلم، فإن الذكاء الاصطناعي يساعد أيضًا في تخفيف بعض الأعمال الإدارية الروتينية. فمثلا، هناك برمجيات تستطيع تصحيح الامتحانات الآلية مما يوفر الوقت والجهد للعاملين في المجال الأكاديمي. كما أنها تساهم في تقييم مدى فهم الطالب للمحتوى المدرسي وتحديد المناطق التي يحتاج فيه المزيد من المساعدة.
وفي ظل جائحة كوفيد-19، لعبت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً رئيسياً في مواصلة العملية التعليمية عبر الإنترنت. فقد مكنت البرامج الروبوتية من تقديم خدمات دعم الطلبة الرقمية، بينما سهلت منصة Zoom وغيرها الكثير التواصل بين الأساتذة والمدرسين والطلاب.
إن الاستخدام القائم على البيانات لهذه التقنيات يعزز الشفافية ويسمح بالمراقبة المستمرة لأداء الطلاب، وهو أمر مفيد للغاية بالنسبة لكافة الأطراف المتداخلة. ولكن رغم ذلك، ينبغي علينا أيضاً الاعتراف بأن وجود ذكاء اصطناعي داخل البيئة التعليمية قد يؤدي إلى مشكلات أخلاقية متعلقة بالحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية للطلاب وضمان عدم استخدام تلك البيانات بأي شكل غير مناسب أو غير قانوني.
وبالتالي، فرغم كون الذكاء الصناعي حلاً قوياً لمساعدة المؤسسات التعليمية على تحقيق مستويات أفضل من الكفاءة والاستدامة، إلا أنه يجب النظر بعناية وعناية أكبر كي نحافظ على المزايا التي يحققها مع تجنب السلبيات المحتملة له. إن مفتاح نجاح دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع التربية والتعليم يكمن في تصميم سياسات واستراتيجيات واضحة تحترم حقوق الإنسان الأساسية وتعزز العدالة الاجتماعية والمساواة بين مختلف أفراد المجتمع.