أفكاركِ السوداءُ ما يُبقيها؟
ما دُمتِ لا تقوينَ.. فلتُلقيها
.
لا تكذبي، تبدو بصوتكِ غُصّةٌ
تتنحنحينَ رجاءَ أنْ تُخفيها
.
بالرغمِ من ثِقَلِ العلاقةِ بيننا
وغرورها، بلواكِ أشعرُ فيها
.
إن كان لا يعنيكِ شأنُكِ مُطلقاً
فالنارُ تحتَ تَبسُّمي.. يَعنيها
خلفَ الغموضِ تُخبّئينَ مقابراً
للذكرياتِ.. وأهلها.. وبَنيها
.
ما كلّ ما تئدينَ فيكِ بميِّتٍ
بعضُ المشاعرِ قتلُها يُحييها
.
الحُزنُ صيّادُ الجميلاتِ.. اهربي
من لا تموتُ فداءَهُ يُنهيها
.
أغرقتُ في عينيكِ روحي عامداً
لا يرحمِ الرحمنُ من يُنجيها!
يا مُستحيلاً.. مثلَ شِعرٍ ضاحكٍ
قالتهُ خنساءٌ بموتِ أخيها!
.
ما دامتِ الكلماتُ تقتُلُنا معاً
فبحقِّ من آتاكِها.. قوليها
.
صدّتكِ روحكِ عندما أحببتني
فاخترتِها.. وتركت فيَّ التيها
.
تلك التي خانتكِ حينَ أمِنتِها
حتى وإنْ صالحتِها.. خونيها!
أنا عنكِ أعرفُ كلَّ شيءٍ، فاكذبي
حدّ التمادي، واخلعي التمويها
.
ماذا تُريدينَ.. انتصاراً باهراً؟
هذي ذراعيَ حُرّةً.. فالويها!
.
قد لا أكونُ لديكِ إلا شاعراً
تتدللينَ، فيستَبيحُكِ تيها
.
أمّا أنا فالهجرُ يجبرُ خاطري
إنْ كانَ منكِ.. وقد أراهُ نزيها!
الآنَ لا أدري.. ولا متأكدٌ
هل نُمسك الأحلامَ، أم نُلقيها؟
.
من حولنا فُرصٌ تحاولُ نَيْلَنا
ولخوفنا من حظّنا.. نُقصيها
.
يا من تُشيرُ إليكِ كلُّ صبيّةٍ:
هذي حذيفةُ قالَ شعراً فيها!
.
كوني لمن ضلّوا هواكِ.. هِدايةً
ودعي ضلالاتي، أنا أَهديها..