• صاحب المنشور: هالة بوزرارة
  
  ملخص النقاش:
  

  في عالم اليوم الرقمي المتطور بسرعة, أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً محورياً من حياة الكثيرين خاصة الشباب. هذه الألعاب التي كانت مجرد شكل ترفيهي قد تحولت إلى ظاهرة اجتماعية لها تأثيراتها الواسعة على النواحي المختلفة للحياة الإنسانية، ومن بين هذه التأثيرات الأكثر أهمية هي تلك المرتبطة بصحتنا النفسية والعقلية. الدراسات العلمية الأخيرة تشير إلى مجموعة معقدة ومتشابكة من الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الأنشطة الترفيهية.

من الناحية الإيجابية، يمكن للألعاب الإلكترونية تعزيز القدرات العقلية مثل التركيز والذاكرة والمهارات الحركية الدقيقة. فهي تدرب دماغ المستخدم على اتخاذ القرارات الفورية وتتبع الوتيرة السريعة للعبة، مما يعزز سرعة رد الفعل والاستجابة. بالإضافة إلى ذلك، توفر بعض الألعاب فرص للتواصل الاجتماعي والتفاعل مع اللاعبين الآخرين حول العالم، وهو أمر هام خصوصا خلال فترة العزل الذاتي بسبب جائحة كوفيد-19.

ومع ذلك، فإن الاستخدام الزائد أو غير الصحي لهذه التطبيقات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية نفسية عدة. هناك علاقة واضحة بين إدمان الألعاب الإلكترونية وأعراض الاكتئاب والقلق. فقدان النوم والصحة البدنية هما أيضا نتيجة شائعة للاستخدام الطويل لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة أثناء اللعب. كما أن المحتوى العنيف في العديد من ألعاب الفيديو قد يساهم في تطوير سلوكيات عدوانية لدى البعض.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه الجوانب الاجتماعية والثقافية جانباً مهماً عند النظر في تأثير الوسائل الإعلامية الجديدة، فإنه يتعين علينا أيضاً مراعاة حقوق الإنسان الأساسية مثل الحقوق الصحية والنفسية. لذلك، يجب تحديد سياسات واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذا الموضوع المعقد.

بشكل عام، بينما تقدم الألعاب الإلكترونية العديد من الفوائد، لا ينبغي تجاهل المخاطر المحتملة المرتبطة بها. إن مفتاح تحقيق توازن صحيح بين الاستمتاع بالأنشطة الرقمية والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية يكمن في إدارة وقت استخدام الجهاز الرقمي والوعي بمخاطر المبالغة في الاستخدام.