- صاحب المنشور: الكزيري بن زروق
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية التي تعصف بالعالم، أصبح التحول نحو التعلم الإلكتروني أكثر بروزاً في مجال التعليم العالي. هذا التحول يتطلب العديد من التعديلات والتكيفات ليس فقط على مستوى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ولكن أيضاً بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. يمكن لهذه العملية أن تجلب مجموعة من الفوائد مثل الوصول إلى المواد الدراسية بشكل أكبر والكفاءة الأعلى في توصيل المعلومات، بالإضافة إلى توفير الفرص للتعاون الدولي والتعلم مدى الحياة.
ومع ذلك، هناك بعض التحديات الكبيرة المرتبطة بهذا الانتقال. واحدة من أهم هذه التحديات هي كيفية ضمان جودة التعليم عبر الإنترنت. الجودة ليست مجرد وجود محتوى رقمي متاح؛ بل تتضمن أيضا القدرة على تقديم الدعم الشخصي للأفراد الذين قد يواجهون صعوبات في التعامل مع الوسائط الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك القلق بشأن كيفية الحفاظ على الالتزام والجهد الذاتي لدى الطلاب عندما يتم تحويل الكثير من المسؤولية لهم.
من الناحية الاجتماعية والثقافية، قد يؤدي التحول الرقمي أيضًا إلى زيادة الشعور بالانفصال أو "الفجوة الرقمية". حيث قد يحصل البعض على مزايا غير متاحة لآخرين بسبب عدم تكافؤ فرص الحصول على التكنولوجيا المناسبة والدعم اللازم لاستخدامها بكفاءة.
للتغلب على هذه العقبات، تحتاج المؤسسات التعليمية إلى وضع استراتيجيات تدريب مستمرة لكل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب حول استخدام الأدوات الرقمية وكيفية خلق بيئة تعلم فعالة عبر الإنترنت. كما أنها يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا بالتباينات الثقافية والفنية لتلبية احتياجات جميع الأفراد بطرق مناسبة ومتوازنة.
وفي النهاية، رغم الصعوبات المحتملة، فإن التحول الرقمي في التعليم العالي يفتح أبوابا جديدة للإبداع والابتكار ويمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق رؤى تعليم عالمي شاملة وجديدة تمامًا.
