• صاحب المنشور: وفاء اليحياوي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع توالي التطور التكنولوجي وتزايد اعتماد العالم على الحلول الرقمية، لم تكن القطاع الطبي استثناء. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك مجموعة من العوامل التي تشكل مستقبل الرعاية الصحية الرقمية. أحد أكبر هذه التحديات هو الوصول إلى الإنترنت والموارد التقنية الأساسية.

في حين تُعد بعض البلدان المتقدمة تقنياً مثل الإمارات والكويت والبحرين رائدة في تقديم الخدمات الطبية عبر الإنترنت، إلا أن العديد من الدول الأخرى تواجه نقصا واضحا في البنية التحتية اللازمة للرعاية الصحية الإلكترونية. هذا يعني أنه بينما يمكن للمرضى الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى شبكة إنترنت جيدة الحصول على الاستشارات الافتراضية والأدوية المنزليّة والتطبيب عن بعد وغيرها الكثير، فإن الكثير ممن يعيشون خارج المدن الكبيرة أو المناطق النائية قد يظلون محرومين من هذه الفوائد الحديثة.

القضايا القانونية وأخلاقيات البيانات

بالإضافة لذلك، توجد قضايا قانونية وأخلاقية تتعلق بحماية خصوصية المرضى والمعرفة بالبيانات الحساسة المرتبطة بهم عند استخدام التكنولوجيا الطبية. قوانين حماية البيانات ليست موحدة تمامًا عبر جميع دول المنطقة، مما يخلق بيئة غير متجانسة فيما يتعلق بأمان المعلومات الشخصية واستخدام الذكاء الصناعي لتحليل تلك البيانات لأغراض التشخيص والعلاج المستقبلي.

وفي ظل هذه الخلفية المعقدة، يأتي دور الحكومات والشركات الخاصة لتوفير حلول مبتكرة تعالج هذه القضايا وتحافظ على حقوق المواطنين مع دعم تقدم قطاع الصحة. ومن الأمثلة الواعدة مشروع "مداد" الذي أطلقته وزارة الصحة السعودية والذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لفحص الصور الطبية بسرعة وكفاءة عالية.

وعلى الرغم من كل العقبات، يبقى ثمة أملاً كبيراً في قدرة المنطقة العربية على تبني التحول نحو رعاية صحية رقمية أكثر شمولا وفعالية باستخدام أفضل الممارسات العالمية وبناء سياساتها المحلية المناسبة。