ماهي القصة التي أَحدثت ضجةً كبيرة في الأوساط العلمية وكان بطلها البروفيسور الصيني جيانكوي Jiankuo ؟ هل سيسجلّ التاريخ بأنه أول عَالِم قد نجح في تحرير جينات بشرية وتخليصها من مرض الإيدز القاتل HIV ؟ وهل تمَّ القبض عليه كما ترّوج بعض الإشاعات تابع هذه السلسلة من التغريدات. https://t.co/vGY8HMKzUh
لقد قرأت الخبر قبل أيام، في الحقيقة لم أتوقع أن اقرأ شيئاً مشابهاً له، على الأقل في المستقبل القريب. فضّلتُ التريّث قبل نشر ومناقشة تفاصيله، ويبدو أننا مُقبلون على مرحلة جديدة، إن صحَّ الإدّعاء، في رحلة تعديل الجينات البشرية. الخبر مُثير، لكنه مُخيف أيضاً. ماذا حدث؟
بدأت القصة حين أدّعى بروفيسور صيني يُدعى جيانكوي Jiankui أنه قام باستخدام تقنية تحرير الجينات الشهيرة كريسبر كاس CRISPR–Cas9 في تغيير الحمض النووي لتوأمين بغرض حمايتهما من فايروس نقص المناعة المكتسب، أو الإيدز كما هو مُتعارف عليه، وأعلن نجاحه! الطفلتان لولو و نانا بخير وعافية.
وذكر البروفيسور الصيني في البيان بأنه قام بتعديل جين يُدعى CCR5 وهو المسؤول عن تشفير بروتين خاص تستخدمه بعض السُلالات لفايروس نقص المناعة في الجسد. تعديل هذا الجين، وفقاً لأبحاث العَالِم الصيني،سيُكسب التوأمتان مقاومة خاصة، ويمنحهما طفرة نادرة جداً لمواجهة هذا المرض الخطير.
لم يكن الإعلان عن هذه التجربة أمراً مقبولاً في الوسط العلمي، فقد واجه البروفيسور نقداً لاذعاً من العلماء والمسؤولين في بلده، ووصفوا عمله «بالوحشي والغير أخلاقي» نظراً لحساسيته الشديدة على مستقبل الإنسان، و خرقه لاتفاقيات طبية مُتعارف عليها. لا يوجد مبررّ حقيقي لتعديل أجنّة سليمة.
