لا أعلم متى تنقشعُ ضبابة القداسة عن العقل الميتافلسفي العربي والذي يؤمن بنيتشه أكثر من إيمانه بنفسه

لا أعلم متى تنقشعُ ضبابة القداسة عن العقل الميتافلسفي العربي والذي يؤمن بنيتشه أكثر من إيمانه بنفسه وبقدرته على تغيير تركيبة الفكر الفلسفي برمته؟ لماذ

لا أعلم متى تنقشعُ ضبابة القداسة عن العقل الميتافلسفي العربي والذي يؤمن بنيتشه أكثر من إيمانه بنفسه وبقدرته على تغيير تركيبة الفكر الفلسفي برمته؟ لماذا تقتصر مهمة الفلسفة على نيتشه فقط، كأن الفلسفة لم تعرف يوماً إلا فردريك وقصة حبه، بل حتى جنونه أصبح في صلب الدراسات السيكولوجية!

الفلسفة التي أؤمن بها لا تدع مجالاً للقداسة، ومنذ أن بدأت في رحابها جالساً، عقدت العزم على تشريح مقولات الفلسفة، ولقد تعرضت لفلاسفة كبار بالنقد، ولم أخش أحداً بقدر خشيتي على خيانة أمانة عقلي وهي: النقد. ابن سينا، والغزالي، وهيدجر، وسبينوزا، وكانط، ومالبرانش وغيرهم.

مشكلة الجيل الحالي أنه يعاني من عقدة القداسة التي ألبسها لبوس الفلسفة، وأصلح كل من هو أمامي يتمطق ويتمنطقُ بنيتشه وهيدغر، وكأن تفكيرهم وكتاباتهم هي الأسّ في الفلسفة، حتى لا تجدُ ذكراً لسقراط في كتاباتهم، على اعتبار أن الكاهن نيتشه يحقّر قيمة سقراط، وكذلك فعل عديد الكهنة.

المشكلة الحقيقية أن الفلسفة انحرفت عن مسارها عبر نيتشه وهيدغر وغيرهم. لن تجد ذكرا لسقراط؛ لأن سقراط نزع هالة القداسة عن الإنسان في نساءلته لشباب أثينا، لم يرضخ لمطالب اللاهوتيين، لم يؤمن إلا بالفلسفة وثنائيتها: العقل والسؤال. أما نيتشه فلم يهتم إلا بالتحقير منه والنيل من الفلسفة.

أنصار نيتشه اليوم مطالبون بتبيين زيف هذا الكاتب، أقول الكاتب فقط؛ لأنه مارس الكتابة ولا شيء غيرها، أما الفلسفة فهي بعيدة جدّا عن نيتشه، هل وجدتم في كتبه ما يدعوا للتساؤل وللنقد؟ هناك من يقول: نيتشه انتقد الأديان، وقال: الله قد مات! مع أن هناك شيئين يجب أن يلفتا الانتباه لنا.


زليخة الحمامي

5 博客 帖子

注释