لما تخصصت بالطب النفسي تفاجئت من أحوال الآخرين ، فكل شخص تعرفه وتعتقد أن ظروفه ممتازه، كأن يكون غنيا ، او لديه منصبا ، أو اسرته تبدو لك متماسكه ، قد يخفي معاناة لا يعلمها الا الله، ومصائب مؤلمة، ومشاكل يشيب له الوالدان ، فهو قد يظهر للناس بشكل لا يعكس واقعه الحقيقي!

الولدان

ولذلك لو تحدث الناس لبعضهم عن أحوالهم الحقيقية ، لاختفت كثير من مشاعر الكراهية والحسد والغيره، ولتعاطفوا مع بعضهم ، وأصبحوا أكثر إنسانية ولطفا ورحمة، إنهم لا يعلمون ان الوجه المبتسم قد يخفي ألما ، وصاحب المظهر الجميل قد يكون وراءه جروحا عميقة!

فدعَ الناس وشأنهم ، فلو جلست معهم وصارحوك لتأثرت بأحوالهم، ولبكيت لأجلهم ربما ، وحتى خصمك ستتعاطف معه، وعندما تشتد عليك دنياك، لا تقل ليتني مثل فلان ، لربما فلان لديه مرض عضال أو أعز الناس لديه ، وقد يواجه مشاكل تفقد الإنسان متعة الحياة ، فأرجوك ركز على دنياك!

وعندما تنظر له وهو سعيد أمامك، أنت ترى جزءً بسيطا من حياته، لربما في ماضيه أحداث مؤلمة تؤرق الإنسان وتزهده بالحياة ، أو مستقبله تتحول حياته من رخاء وجمال إلى قحط وكدر ، ألم يقول الله سبحانه ( لقد خلقنا الانسان في كبد) ، كل سيذوق من كأس الشدة وعلى حسب إيمانه يبتلى!

فلذلك إذا ابتليت بشيء أو واجهت مصيبة اعلم أنك لست وحيدا فيما تواجهه!

You are not alone

ولكن غيرك يتعرض لمثل ما تواجه وربما أشد ، فعش مشاعرك كاملة، وخذ وقتك ، ثم استجمع قواك ، وانهض للحياة ، شاور ، وتكلم مع مختص ، ولا تتوقف عن صناعة سعادتك حتى عند أسوأ الظروف!