تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين

في العصر الرقمي الحالي، أصبح للوسائل الجديدة للتواصل مثل مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا ومؤثرًا بشكل غير مسبوق على حياة الشباب والمراهقين. تتيح

  • صاحب المنشور: شهد بن عطية

    ملخص النقاش:
    في العصر الرقمي الحالي، أصبح للوسائل الجديدة للتواصل مثل مواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا ومؤثرًا بشكل غير مسبوق على حياة الشباب والمراهقين. تتيح هذه المنصات فرصا هائلة للتواصل والتفاعل مع الآخرين حول العالم، مما يعزز الشعور بالانتماء والتعلم والترفيه. لكن هل هي كلها فوائد؟ قد يؤدي الاستخدام المكثف لهذه الوسائل إلى عواقب صحية نفسية خطيرة لدى المراهقين الذين يمرّون أصلاً بمراحل حساسة من التطور النفسي والجسدي والعاطفي.

تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة انتقالية حاسمة حيث يتشكل ويُرسخ لدى الفرد العديد من المفاهيم والسلوكيات التي ستكون أساساً لشخصيته البالغة لاحقاً. خلال هذا الوقت الحرج، يمكن لوسائل الإعلام الاجتماعية التأثير بطرق مختلفة ومتنوعة. أحد أهم الآثار السلبية المحتملة هو زيادة معدلات القلق والتوتر بين المستخدمين الصغار. إن الضغط المتزايد للحفاظ على صورة مثالية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى مقارنة الذات باستمرار بالأصدقاء والمعجبين الوهميين، يمكن أن يساهم بشكل فعال في خلق شعور عميق بعدم الرضا الذاتي وانعدام الثقة بالنفس.

كما تساهم وسائل الاعلام الاجتماعية أيضا في انتشار التنمر الإلكتروني الذي بات ظاهرة عالمية مؤلمة ومقلقة بنفس القدر. يكشف العديد من الدراسات العلمية الحديثة بأن الأطفال والمراهقين هم أكثر عرضة لأن يكونوا ضحية لهجمات تخريب شخصية أو تمييز بسبب لون بشرتهم او جنسهم أو أي اختلاف آخر. وهذا النوع من التعرض المستمر للإساءة عبر الشبكة العنكبوتية يمكن أن يدفع البعض نحو حالة اكتئاب مستعصي وعزلة اجتماعية.

الأسباب والأمثلة

هنالك عدة عوامل تشجع على تلك الظاهرة:

  1. عدم وجود حدود واضحة: غياب رقابة الوالدين واتفاقيات استخدام واضحة بشأن وقت الشاشة واستخدام الأجهزة المحمولة بشكل عام، قد يسمح للأطفال بالمشاركة بلا قيود في مجتمع افتراضي مليء بالتحديات العقائدية والقيم الاجتماعية المختلفة - والتي ربما تكون متعارضة تمامًا مع البيئة المنزلية التقليدية – وبالتالي تؤذي سلامة الشخصية العامة للمستخدم الأصغر سنًا.
  1. التوقعات المجتمعية: المجتمع الحديث يركز بشدة على الصورة الكبيرة وما يبدو عليه الأمر خارجياً؛ مما يشجع الأفراد على بناء وصيانة "صورة" مثالية عبر الانترنت بغض النظر عن الواقع الشخصي الداخلي لهم ولأسرتهم الصغيرة. وقد أدى ذلك لتحول جزء كبير من حياتنا اليومية إلى محاولة لتقديم أفضل انطباعات عبر السناب شات وتويتر وإنستغرام وغيرها الكثير.
  1. العزلة الاجتماعية: رغم كونها أداة فعالة لبناء روابط جديدة إلا أنها تحمل خطر عزلتنا أيضًا عن الواقع المعيش داخل الأسرة وخارجها. فالجلوس أمام الشاشات لساعات طويلة تحت تأثير قصص مغرية وملفتة للعين تستنزف الطاقة البشرية وتعطي وهم العلاقات المؤقتة عوضاً عنها.
  1. نمط الحياة الجلوسي: يقضي معظم الناس ساعات عديدة جالسين مقابل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية أثناء التمرير المستمر لصفحات الأخبار والصفحات الخاصة بهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو نمط حياة سلبي يمكن أن يساهم في

سناء القفصي

4 Blog Mensajes

Comentarios