تحولات الطاقة المتجددة: تحديات وتوقعات المستقبل

لا شك أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يشكل أحد أهم الاتجاهات العالمية الرئيسية خلال العقود الأخيرة. يعكس هذا التحول الاهتمام المتزايد بالحفاظ ع

  • صاحب المنشور: جبير العسيري

    ملخص النقاش:

    لا شك أن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يشكل أحد أهم الاتجاهات العالمية الرئيسية خلال العقود الأخيرة. يعكس هذا التحول الاهتمام المتزايد بالحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات الكربونية بالإضافة إلى تحقيق الامن الطاقي والاستقلال الاقتصادي للدول. رغم التقدم الكبير الذي تم تحقيقه حتى الآن فيما يتعلق بتطوير التقنيات المتعلقة بالطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي مازالت تعيق انتشار واستخدام هذه الموارد بكفاءة عالية.

التحديات أمام الانتشار الواسع للطاقة المتجددة

1. عدم الاستقرار في الإنتاج:

تعد تقلبات الرياح والشمس من أكبر المشاكل المرتبطة باستخدام طاقة الرياح والشمس مباشرة. قد يؤدي تغير الأحوال الجوية المفاجئ أو فترات الظل الطويلة إلى انخفاض كبير في توليد الكهرباء بواسطة محطات الطاقة الشمسية وطواحين الرياح. ولحل هذه المسألة يتم العمل حالياً على تطوير البطاريات والتخزين المركزي للمياه لتمكين تخزين الفائض من الطاقة لاستخدامه أثناء الفترات غير المنتجة.

2. تكلفة التكنولوجيا مرتفعة نسبيا:

تبقى كلف تجهيز وصيانة الأنظمة القائمة على الطاقة المتجددة أعلى مقارنة بأنظمة الوقود الأحفوري. لكن مع زيادة اعتماد الدول عليها وانحسار دعم الحكومات لتلك الأنظمة القديمة، ستصبح الأسعار أكثر تنافسية تدريجياً. كما تساهم الشركات الناشئة والحكومات في البحث العلمي والدعم المالي لإيجاد حلول مبتكرة تقلل من تلك التكاليف.

3. مشكلة الشبكة الكهربائية:

يتطلب اندماج كميات كبيرة من الطاقة المتقطعة مثل طاقة الرياح والشمس إعادة تصميم شبكات نقل الطاقة الحالية. تحتاج المحطات المركزية للتكيف حيث أنها عادة تعمل وفق جدول زمني ثابت بينما قد يختلف إنتاج الطاقة المتجددة بناءً على ظروف الطقس. يخلق هذا الوضع تحدياً خاصاً بالنسبة للمديرين العاميين لشركات الكهرباء الذين يعملون على دمج موارد متفاوتة ومتغيرة باستمرار.

توقعات المستقبل

مع استمرار تشكيل الوعي العالمي حول تغيّر المناخ واتخاذ سياسات بيئية أقوى، تتوقع مؤسسات دولية مختلفة ارتفاع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة عالميًا. ومن بين هذه التوقعات:

* الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA):: يُقدر أن توفر مصادر الطاقة المتجددة حوالي 60% من احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050، وهو ما يعني نموًا ملحوظا مقارنة بمستوياتها الحالية.

* بنك الاستثمار الأوروبي (EIB): يدعم البنك البحوث والتطورات التكنولوجية اللازمة لتحقيق هدف الوصول إلى الصافي الصفر من الغازات الدفيئة قبل نهاية القرن الحالي. وقد حددت دراسته لأثر غاز ثاني أكسيد الكربون "عشر سنوات حاسمة" تبدأ اعتباراً من عام 2020 للحفاظ على فرص منع درجة حرارة الأرض من الزيادة بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية.

الحلول المقترحة للأمام

لتجاوز هذه العوائق وضمان تطوير المزيد من تقنيات الطاقة المتجددة، يمكن اتباع بعض السياسات العامة والإجراءات العملية التالية:

* تشجيع البحث العلمي والابتكار: من الضروري تقديم محفزات للشركات الخاصة والجامعات والمراكز البحثية لتوفير الأموال اللازمة لإجراء تجارب جديدة وتحسين تكنولوجيات موجودة بالفعل. وهذا سيؤدي عمليا إلى خفض التكاليف وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

* برامج تشجيع الاستثمارات الخضراء: ينصح خبراء الاقتصاد باتخاذ خطوات لجذب الاستثمارات الخاصة للاستفادة منها في مجالات الطاقة المتجددة. وذلك لن يحدث إلّا عبر وضع آليات مناسبة لدعم رأس المال المخاطر المغامرة لبعض الأفكار الجديدة الواعدة والتي تحتاج لأن تثبت نجاعتها الأولى عملياً.

* القوانين والأنظمة المنظمة: ضرورية أيضاً قوانين وترتيبات تنظيمية واضحة تساعد اللاعبين الرئيسيين


عبدو بن إدريس

5 Блог сообщений

Комментарии