هل الأخلاق شرط للحضارة؟ منذ كنا أطفالًا ونحن نردد بيتَ أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله تعالى: و

*هل الأخلاق شرط للحضارة؟* منذ كنا أطفالًا ونحن نردد بيتَ أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله تعالى: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .:. فإن همُ ذهبت أخلاقه

هل الأخلاق شرط للحضارة؟

منذ كنا أطفالًا ونحن نردد بيتَ أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله تعالى:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .:. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وصرنا كبارًا نستشهد به في المجالس والخطب والمكتوبات من باب استدعاء المخزون الأدبي، وتغطية المساحة الزمنية، أو المكانية

المطلوب ملئ فراغها.

ولا أدري هل خطر على بالنا يومًا ما، محاكمة هذا البيت محاكمة عادلة، والنظر إليه بعين الناقد الواعي؛ لنرَ هل هذا مجرد سبك جميل، وتغزل رائق في الأخلاق، أم هي حقيقة يجب السعي لإيجادها؟

حقيقة لا أدري متى ابتداءً بدأت أنظر لهذا البيت بهذه الطريقة، ولكن كنتُ

أستشهد به من باب الجدل أو الخطابة - كما في الصناعات الخمس في المنطق - لا من باب الجزم والبرهان.

ولكن هل حقيقة هناك اطراد بين قيام الأمم والشعوب، وبين وجود القيم والأخلاق، أو بصيغة أخرى هل الأخلاق شرط في نهضة الأمم، وبقاء نهضتها؟

الحقيقة يجب أن يكون هذا الأمر بدهيًا، ولا يحتاج

إلى تدليل، ويكفي إيراده دليلًا عليه، ولكن السؤال صار طبيعيًا حينما صارت الحضارة تعني النفعية المجردة، وصارت الأخلاق والقيم تعيش على هامش مفهوم الحضارة.

فالجواب عن هذا السؤال صار مطلوبًا، لا لأن المسألة يكتنفها الغموض، وإنما لتغير الواقع الذي بات يتطلب إجابات صارت ضبابية بسبب

ثقافة غالبة مسيطرة تعتم الرؤية!

وبعيدًا عن تحديد مفهوم الحضارة، والاشتباك الحاصل في تحديد مفهوم ذي أبعاد دقيقة لها، وعن أي حضارة بالضبط نتحدث، أُريد هنا الحضارة بمفهومها البسيط: النظام الاجتماعي المقابل للبداوة، المساعد على زيادة الإنتاج.


سعدية بن جلون

5 مدونة المشاركات

التعليقات