- صاحب المنشور: مريام الدكالي
ملخص النقاش:تعد الزراعة العمود الفقري لأمن الغذاء العالمي، حيث توفر الغذاء اللازم لعدد كبير من السكان حول العالم. مع ذلك، يواجه هذا القطاع تحديات كبيرة نتيجة لتغيرات المناخ التي تشمل ارتفاع درجات الحرارة، تغييرات هطول الأمطار، وزيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة. هذه العوامل تتسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي وتغيير أنماط توزيع المحاصيل الأساسية.
ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة معدلات التبخر وبالتالي انخفاض مستويات المياه الجوفية والمسطحات المائية السطحية، مما يعيق عمليات الري ويضعف إنتاج المحاصيل مثل القمح والأرز والقصب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لحرارة أعلى أن تؤذي النباتات مباشرة عن طريق تعطيل عملية التنفس الفوتوسنتيزي لها.
كما تؤثر تقلبات نمط هطول الأمطار أيضًا بشكل كبير على إنتاج المحاصيل. فتتمتع العديد من المناطق الزراعية بنوافذ زراعية محدودة بسبب موسم أمطار قصير أو طويل نسبياً. عندما يتغير توقيت سقوط الأمطار أو كميتها، قد لا تستطيع النباتات الوصول إلى الماء عند حاجتها إليه بشكل مناسب.
بالإضافة لما سبق، فإن الكوارث الطبيعية المتكررة والمستمرة - كالجفاف والأعاصير والعواصف الرملية مثلاً - تهدد البنية التحتية للمزارعين وقد تدمر حقولهم بالكامل. كل ذلك يساهم في فقدان الأمن الغذائي للبلدان الأكثر اعتماداً على الزراعة.
للتعامل مع تلك المشكلات، هناك جهود متزايدة نحو تبني ممارسات زراعية أكثر صداقة بيئيا واستدامة: استخدام التقنيات الذكية لاستخدام الطاقة والإدارة الدقيقة لمياه الري؛ تطوير أصناف جديدة مقاومة للجفاف والحرارة والصدمات الايكولوجيه الأخرى; وتشجيع التجارة الدولية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا فيما بين البلدان المختلفة.
في الختام, إن فهمنا وتقييمنا المستمرين لتأثيرات تغيّر المناخ أمر حيوي للحفاظ على استقرار نظام غذائي صحّي ومستقر عالميًا للأجيال المقبلة كذلك الحاليّة منه .