- صاحب المنشور: مسعدة بناني
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الحديث وتزايد اعتماد الأفراد على الإنترنت للتواصل والحصول على المعلومات، شهد قطاع الإعلام تحولا جذريا. هذه الثورة الرقمية لم تؤثر فحسب على طريقة تلقي الأخبار بل أيضا على أدوات تقديمها. أصبح بإمكان المواطنين الآن تولي دور مراسلي الأخبار عبر مشاركة الأحداث مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب. هذا النوع الجديد من "صحافة الجمهور" يضيف بعداً جديداً إلى مشهد الإعلام المتغير باستمرار.
تحديات أمام الصحافة التقليدية:
- تراجع الإيرادات: تعتمد العديد من الشركات الإعلامية الكبرى تقليديًا على إيرادات الإعلانات الورقية والمطبوعة التي تتضاءل مع توجه القراء نحو الأخبار الإلكترونية المجانية.
- سرعة الخبر مقابل الدقة: بينما يمكن للإنترنت نشر أخبار الفورية، قد يأتي ذلك بتكلفة دقة أكبر. هناك ضغط لتلبية طلب المستخدمين على "الخبر الأول"، مما يؤدي أحياناً إلى نشر معلومات غير مؤكدة أو حتى كاذبة قبل تصحيحها لاحقا.
- التعليم المهني للمراسلين الرقميين: يتطلب الانتقال بين الوسائط المطبوعة والرقمية إعادة النظر في مهارات الصحفيين. قد يحتاج الموظفون الجدد الذين تم تعيينهم حديثًا لدعم الأقسام الرقمية إلى تدريب إضافي ليتمكنوا من فهم أفضل كيفية التعامل مع منصات الوسائط الاجتماعية وغيرها من الأدوات الأساسية عبر الإنترنت.
- القضايا القانونية والأخلاقية: ينبغي أيضاً دراسة التأثيرات طويلة المدى لحقوق الملكية الفكرية واستخدام المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر بدون إذن، بالإضافة إلى مسائل الخصوصية وأمن البيانات عند جمع البيانات وتحليلها بواسطة الروبوتات والخوارزميات الذكية والتي تشكل جزءًا كبيرًا من العمليات اليومية لهذه الصناعة الناشئة بسرعة كبيرة.
الفرص الجديدة للصحافة التقليدية:
رغم التحديات، فإن التحول الرقمي يجلب أيضًا فرص جديدة للنهوض بالصحافة التقليدية:
* تحسين الوصول العالمي للأخبار: يسمح الإنترنت بمشاركة المحتوى حول العالم فور نشره، ليساعد بذلك الدول ذات البنية التحتية النامية بالحصول على آخر المستجدّات العالمية والعربية والثقافية محليا ودوليّا بصورة غير مسبوقة سابقاً!
* زيادة الاحترافية والإنتاج العالي الجودة: رغم الضغوط الزمنية، يستطيع الكتاب الأكثر خبرة الاستفادة القصوى من قوة البحث والاستقصاء الذي توفره الإنترنت لإعداد قصص أكثر عمقًا وجاذبية لقرائهم.
* إعادة تعريف العلاقات بين المعلنين والقارئ: أصبح بالإمكان بناء علاقة أقرب بين جماهير القراءة والشركات الراعية لها؛ حيث تسمح المنصات الرقمية لأصحاب الأعمال بالتفاعل مع جمهور مستهدف بطريقة شخصية ومباشرة ومباشرة خارج نطاق الحملات الاعلانية العامة التقليدلية ذات البيان المفرد الواضح ولا تترك مجال للتفسير الخاص بكل قارئٍ حسب اهتماماته الشخصية المختلفة .
وبالتالي، وعلى الرغم من كون العصر الحالي مليء بالتحديات أمام المؤسسات الإعلامية التقليدية بسبب المنافسة المتزايدة والصراع للحفاظ علي مكانتها وسط بحر هائج ومتزايد السرعه للأخبار ، إلا أنه يوجد الكثير من الفوائد طالما تم استيعاب فهماً صحيحاً لهذا الواقع وتم مواجهته بشجاعة وبناء أفكار مبتكرة تتكيف معه عوض مقاومتها بشكل ساذج وعفا عليه الوقت .