متى يتعلم البدو؟
دورة التطوّر الاجتماعي تمضي بشكلها وبقوتها في كل المجتمعات منذ خلق آدم حتى اليوم. نفس الدائرة مرّت على أوروبا والصين والهند والسند، وتمرّ بكل مجتمع ينشأ حديثاً ولا شك أننا كمجتمع سعودي ناشيء في تكوينه وبنيته الاجتماعية على يد المؤسس #الملك_عبدالعزيز رحمه الله.
لقد كانت الجزيرة العربية رغم حضارتها العريقة، أرض جدباء لا ماء فيها ولا زرع وهو ما جعل العرب طوال القرون السالفة ينتقلون بحثاً عن العيش إلى خارج الجزيرة في مصر والشام وأفريقيا وأوروبا وخراسان وغيرها. أما بقية العرب فجمعهم عبدالعزيز لتشكيل هذا المجتمع السعودي اليوم.
اليوم المجتمع السعودي يعيش طور النهضة السعودية والتي بدأت منذ تأسيس الدولة على يد محمد بن سعود قبل ما يقارب 300 عام، غير أن الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده أرسوا قواعد الدولة كجزء من النظام العالمي الحديث.
المجتمع السعودي كأفراد هو مجتمع راقي وعظيم ولديه العديد من الصفات النابعة من بداوته الأصيلة أو من امتزاجه مع تلك البداوة.
لكن ما يعيب المجتمع البدوي أو الممتزج مع البداوة هو احترامه المفرط لقوانين البادية والعادات، كانت هي أصول يحتاجها البدوي للبقاء حياً.
تلك السمات، عندما انتقلت إلى الحياة العصرية السعودية، عانت في العقود الماضية من صعوبة في الملائمة بينها وبين قوانين المدنية الحديثة.
حيث في المدينة لا يوجد تخوّف أو تشكك في الأغراب كما في البادية، لأن النظام تحكمه قوانين وقوات أمن.
