- صاحب المنشور: رتاج الزياني
ملخص النقاش:
أثارت التغريدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصة تويتر جدلاً واسعاً حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في السياسة الحديثة وتأثيرها المحتمل على الديمقراطية. يُعتبر حساب "DonaldJTrump" أحد أكثر الحسابات متابعة وقوة تأثيرًا في العالم الرقمي، حيث يستخدمه ترامب لإيصال رسائله مباشرة إلى ملايين المتابعين بعيداً عن قنوات الإعلام التقليدية.
هذه الطريقة الجديدة للتواصل السياسي تحمل معها مجموعة من التحديات والفوائد للديمقراطية والتعبير الحر. فمن جهة، تعزز هذه الوسيلة الوصول المباشر إلى الجمهور وبسط عملية الاتصال بين الزعيم والشعب، مما قد يؤدي إلى زيادة الشفافية والمساءلة السياسية. ومع ذلك، فإن غياب القيود الموضوعة عادةً على الخطاب السياسي التقليدي مثل تحرير الأخبار أو المراجعة قبل النشر يمكن أن يسمح بتضخيم المعلومات الخاطئة والسلوك الاستفزازي الذي يتعارض مع العناصر الأساسية للنقاش المدني المنظم.
بالإضافة لذلك، فإن تركيز ترامب الكبير على منصات التواصل الاجتماعي أدى إلى تغيير جذري في مفاهيم الشكل والمحتوى للإعلام السياسى الحديث. وقد تم استخدام "تويتس" ترامب لأول مرة كمصادر أخبار حقيقية وموثوق بها داخل البيت الأبيض، وهو أمر لم يكن ممكنا سابقا. وهذا التحول يدفع الصحفيين والإدارات الحكومية لاعتماد استراتيجيات جديدة للحفاظ على مصداقيتها وسط هذا الاضطراب الإعلامي الجديد.
وفي الوقت نفسه، أثارت تصرفات ترامب تساؤلات عميقة بشأن حدود حرية التعبير وكيف ينبغي تنظيم استخدامها عبر الإنترنت. إن قدرته الفريدة على إيصال الرسائل المباشرة وغير المفلترة إلى جمهور كبير تثير مخاوف بشأن التأثير السلبي لهذه الرسائل على النظام السياسي العام والأمان الشعبي. وهناك نقاش جاري إذا كانت هناك حاجة لتطبيق لوائح وضوابط جديدة لمنع سوء الاستخدام للنظم الإلكترونية أثناء الحملات الانتخابية والحياة المدنية العامة.
ومن منظور آخر، يعكس اهتمام ترامب الكبير بوسائل التواصل الاجتماعي تغييرا طارئا نحو ثقافة الكلمات المكتوبة القصيرة ذات الإيقاع المرتفع والتي تقوض الاعتماد القديم على المشاهد البصرية والقوالب الثابتة للأخبار الجارية. ويفتح هذا المجال الطريق أمام تطورات تكنولوجية جديدة وأشكال غير مسبوقة من التفاعل المجتمعي والاستقصاء السياسي.
باختصار، تُشكل تغريدات ترامب جزءًا حيويًا ومتغيرًا باستمرار في المناظر الطبيعية العالمية للمعلومات والثقافة السياسية. وعلى الرغم مما تتضمنه هذه الظاهرة من نقاط قوة وضعف كبيرة لكلٍّ منها, إلا أنها تقدم لنا رؤى ثاقبة حول مستقبل العلاقات بين الحكومة ووسائل الإعلام والعواطف الإنسانية نفسها.