- صاحب المنشور: بديعة السبتي
ملخص النقاش:
تتناول المحادثة نقاشاً مثيراً حول دور "الطاهي الباحث"، وهي شخصية جديدة ظهرت في صناعة الأغذية، والتي تجمع بين التعليم الأكاديمي العميق في علوم الأغذية وخلفية عمل واسعة. هذا الدمج الجديد يقترح استعمال الأدوات العلمية لتحسين المنتجات الغذائية وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المرتبطة بصناعة الأغذية والمشروبات.
يشدد فريد الدين الجوهري وعاطف الزناتي على الطبيعة الثورية لهذه الظاهرة، مشيرين إلى أنها لا تعكس فقط تطور الصناعة ولكن أيضاً ضرورة الابتكار في مواجهة التحديات الغذائية الحديثة. لكن عاطف الزناتي يثير قضية هامة حول المخاطر المحتملة لإعطاء الأولوية للأساليب السريرية على الجانب الفني من الطهي. يؤكد بأن الفن في الطهي له خصوصية وثراء لا يمكن تقييده بالقوانين الرياضية والكيميائية.
تدعم وداد اليعقوبي وجهة نظر عاطف الزناتي، مشيرة إلى أن الطهي فن قائم على الإلهام الشخصي والارتجالية، ممّا قد يصطدم مع البيئة المخبرية. رغم ذلك، تقر بأن نهج الطاهي الباحث لديه القدرة على المساهمة في تطوير وصفات غذائية أكثر صحة واستدامة، خاصة فيما يتعلق بمعالجة التحديات الغذائية العالمية. وبالتالي، ترى أن هذا النظام يجب النظر إليه كديناميكية تكاملية حيث يمكن لكلا الجانبين الاستفادة من الآخر.
يتفق شكيب بن لمو مع رؤية وداد اليعقوبي، مؤكداً أن العلم والفن هما جانبان مكملان وليسان منافسين. يشدد على أن سرد القصص من خلال الطعام يعد جزءاً أساسياً من تجربة الطعام وأن هذا النوع من الإلهام الفني لا يمكن تقليله أو قياسه بالأعداد. بالتالي، يدعو لاستخدام كلا الجانبين بطريقة تضمن عدم فقدان جوهر الفن في الطهي أثناء تحقيق التقدم العلمي.
باختصار، المحادثة توضح كيف أن صعود "الطاهي الباحث" يجسد مزيجاً فريداً من العلم والفن، ولكنه أيضا يطرح تساؤلات حول كيفية إدارة التوازن بين الاثنين لحماية الأصل الفني للطهي بينما تتقدم الصناعة بشكل علمي متزايد.