#ثريد
ماذا يجري في السودان .. وماهي قصة هذه الحرب؟ سأحاول في هذا الثريد تقريب الصورة وتبسيطها للمتابعين بتوضيح أسوء السيناريوهات التي ينتظرها هذا البلد الشقيق بسبب النزاع المسلح هناك .. والذي قد يتسبب في ظهور أكثر من سودانين ويجعل هذه الدولة عرضة للانقسام مرة اخرى.
-فضل التغريدة
تقسيم السودان مرة أخرى يطبخ على نار مشتعلة وبدل السودانين سنرى ثلاثة او اكثر اذا استمر الامر على حاله، حركات دارفور تمردت على حميدتي، والجيش السوداني يقف عاجزا، ملايين السودانيين تم تهجيرهم وملايين يتربص بهم الجوع وفي هذا الثريد سأحدثكم عن قصة المأساة التي ضاعت بين المآسي.
ربما سرقت مأساة الفلسطينيين الأنظار من على السودان، والذي حتى قبل الحرب على غزة كان يعيش اوضاعا مأساوية أوصلت البلاد إلى الحظيظ على وقع الحرب الاهلية، التي كانت قد اندلعت أعقاب الخلاف بين قوات الدفاع السريع التي يقودها الجنرال الملقب بحميدتي والجيش السوداني الذي يتزعمه عبد الفتاح البرهان.
وكتذكير سريع بما جرى فعقب الصراع بين الفريقين استقر السودان على حالة حرب وعلى مناطق نفوذ لكل طرف، الدعم السريع في الغرب والجيش في الشرق، ومعارك محتدمة في الخرطوم، والحرب حتى ذلك التوقيت كانت سجال "كر وفر" طرف يتقدم وطرف يعاود التقدم.
وخلال هاذي الاحداث المؤلمة ظهرت حركات كانت تسمى بالانفصالية فيما سبق، وأصبحت هي الثقل الذي سيحسم تفوق طرف على آخر والمختصين وصفوها بـ "رمانة القبان"، وقبل ان تندلع الحرب الاسرائيلية على غزة التي خطفت انظار العالم لبشاعتها، ولكن لي يجري في السودان لا يقل بشاعة عن لي الحاصل في غزة، حيث بدأت تتسرب أخبار عن وقوع جرائم تطهير عرقي مخيفة، حيث يريد كل طرف اخراج مؤيدي الطرف الآخر من مناطقه.
وبناء على هذا ظهرت تقارير اعلامية غربية وعربية تتحدث عن موت بطيء للسودان، وقالت ان السودان في طريقه نحو الشر المطلق، وهذا الشر هو جنون الحرب والمرض والجوع والتهجير والتطهير العرقي والتقسيم!
وجنون الحرب يعني ان كل طرف يبحث عن فرصة للاجهاز على الطرف الآخر، والعالم منشغل بما هو منشغل فيه، والاحصائيات الاخيرة تقول انه خلال هذه الازمة تم تهجير 6 ملايين انسان و3 ملايين سوداني سيصابون بالكوليرا القاتلة، وملايين آخرون سيفتك بهم الجوع.
واللافت ان هؤلاء غالبيتهم في مناطق الجيش السوداني الذي يقف عاجزا أمام المأساة الكبرى، وهذا لا يعني أن مناطق قوات الدعم لا تخلو هي الاخرى من فضائع ومجازر مروعة! حيث ما يجري هناك هي حرب أهلية أخرى ضمن الحرب الاهلية المشتعلة اصلا، خاصة مع إعلان ثلاث حركات كبرى في دارفور التمرد على حميدتي، وهي حركة تحرير السودان ، المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان والتحالف السوداني، وهذه الحركات قالت إنها ستقف بالمنتصف الآن وعلى الحياد، ولكنها لن تسمح بتقسيم البلاد، وهنا السؤال هل يمكننا القول ان السودان ذاهب للتقسيم ؟ راح اجاوبكم على هذا التساؤل في باقي الثريد.
الحقيقة المرة والتي لا نتمناها نحن كعرب وسعوديين فإنه لن يحول بين السودان والتقسيم أي حائل وقبل ان أشرح لماذا سأضع لكم خرائط تقدم كل طرف على الأرض، والبداية من خريطة السودان هذه التي تنقسم الى 18 ولاية، 8 ولايات منها تعتبر ولايات آمنة نسبيا وهي تحت سيطرة الجيش السوداني وراح اذكرها: الولاية الشمالية، وولاية البحر الأحمر ، وكسلا ، والقضارف، وسنار ونهر النيل، والنيل الازرق والنيل الابيض، والى هذه الولايات نزح غالبية السودانيين.
وبالمقابل فإن قوات الدعم السريع حاضرة بقوة في كل من ولايات الوسط التابعة لكردفان وهي ثلاث ولايات وهي شمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كردفان، وكذلك الامر في ولايات دارفور الخمس وهي شمال دارفور وجنوب دارفور وغرب دارفور وشرق دارفور ووسط دارفور.
لتبقى الخرطوم في الوسط تشهد حربا طاحنة بين الطرفين بحكم انها عاصمة البلاد، وتضم معظم مؤسساته ومنشآته الحيوية، ويمكن بالاجمال القول أن شرق وشمال السودان الحالي هو مع الجيش في حين أن الغرب والجنوب هم مع الدعم السريع.